- مقاتل الطالبيين- ابو الفرج الاصفهاني ص 156 : -

* ( ابن محمد بن عبد الله ) *

وابن لمحمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ابن علي لا يعرف اسمه حدثني حرمي بن أبي العلاء قال : حدثنا زبير عن عمه مصعب ، أظنه عن أبيه : ان امه رخية امة كانت لفاختة بنت فليج بن المنذر بن الزبير وان محمدا كان رآها فأعجبته فسأل

فاختة فيها . فقالت له : إنها لغير رشدة فقال لها : إن الدنس لا يلحق الاعقاب . فقالت : والله ما يلحق إلا الاعقاب وإن شئت فقد وهبتها لك فوهبتها له فولدت منه ولدا فكان معه في جبال جهينة ففزع يوما فسقط الصبي من الجبل فتقطع .


حدثني عمر قال أبو زيد قال : حدثنا عيسى بن عبد الله قال : حدثني عمي عبيدالله ابن محمد قال : قال محمد بن عبد الله : بينا أنا برضوى مع ام ولدلي معها ابن لي ترضعه إذا ابن استوطا مولى لاهل المدينة قد هجم علي في الجبل يطلبني فخرجت

هاربا وهربت الجارية فسقط الصبي منها فتقطع ، رحمة الله عليه . أخبرنا عمر بن عبد الله قال : حدثنا عمر بن عبد الله قال حدثنا عمر بن شبة قال : حدثني عبد الله بن محمد بن حكم الطائي قال : لما سقط ابن لمحمد فمات ولقى محمد ما لقى قال :

منخرق الخفين يشكو الوجى * تنكبه اطراف مرو حداد
شرده الخوف فأزرى به * كذاك من يكره حر الجلاد
قد كان في الموت له راحة * والموت حتم في رقاب العباد
 

- ص 157 -

* ( محمد بن عبد الله بن الحسن ) *

ومحمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام ويكنى أبا عبد الله . وأمه هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الاسود بن المطلب بن اسد بن عبد العزى بن قصي . وأمها قريبة بنت يزيد بن عبد الله بن وهب بن زمعة

بن الاسود بن المطلب ابن أسد . وأمها خديجة بنت محمد بن طليب بن ازهر بن عبد عوف بن عبد الحرث . وأمها أم مسلم بنت عبد الرحمن بن أزهر بن عبد عوف . وأمها قدة بنت عرفجة بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وأمها الدنيبة بنت

عبد عوف بن عبد بن الحرث بن زهرة . وأمها بنت العداء بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر ابن لؤي . وأمها رزا بنت وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب ابن فهر . وأمها من بني الاحمر بن الحرث بن عبد

مناف بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ابن الياس بن مضر .


وكان يقال له : صريح قريش لانه لم يقم عنه أم ولد في جميع آبائه وامهاته وجداته . وكان اهل بيته يسمونه المهدي ويقدرون أنه الذي جاءت فيه الرواية . وكان علماء آل أبي طالب يرون فيه أنه النفس الزكية ، وانه المقتول بأحجار الزيت .
 

- ص 158 -

وكان من أفضل أهل بيته ، واكبر اهل زمانه في زمانه في علمه بكتاب الله وحفظه له وفقهه في الدين وشجاعته وجوده وبأسه وكل امر يجمل بمثله حتى لم يشك احد انه المهدي وشاع ذلك له في العامة وبايعه رجال من بني هاشم جميعا من آل ابي

طالب ، وآل العباس ، وساير بني هاشم ثم ظهر من جعفر بن محمد قول في انه لا يملك . وان الملك يكون في بني العباس فانتبهوا من ذلك لامر لم يكونوا يطمعون فيه . وخرجت دعاة بني هاشم إلى النواحي عند مقتل الوليد بن يزيد ، واختلاف

كلمة بني مروان فكان أول ما يظهرونه فضل علي بن أبي طالب وولده وما لحقهم من القتل والخوف والتشريد ، فإذا استتب لهم الامر ادعى كل فريق منهم الوصية لمن يدعو إليه . فلما ظهرت الدعوة لبني العباس وملكوا حرص السفاح والمنصور

على الظفر بمحمد وإبراهيم لما في أعناقهم من البيعة لمحمد ، وتواريا فلم يزالا ينتقلان في الاستتار والطلب يزعجهما من ناحية إلى أخرى حتى ظهرا فقتلا صلوات الله عليهما ورضوانه ! قال أبو الفرج الاصبهاني : وأنا أذكر من ذلك طرفا يتسق

به خبرهما دون الاءطالة لسائر ما عندي من ذلك إذ كان هذا كتابا مختصرا قريب المأخذ ، وكان شرح جميع ما روى في ذلك - على كثرته - يطول به الكتاب . وكان أبو عبيدة سيدا من سادات قريش واجوادها قال الزبير - فيما أخبرني حرمي بن ابي

العلاء - قال : حدثني سليمان بن عياش السعدي قال : لما توفي أبو عبيدة وجدت عليه ابنته هند وجدا شديدا فكلم عبد الله بن الحسن محمد بن بشير الخارجي في ان يدخل على هند بنت ابي عبيدة فيعزيها ويؤسيها عن ابيها فدخل معه عليها فلما نظر

إليها صاح بأبعد صوته :

قومي اضربي عينيك يا هند لن ترى * ابا مثله تسمو إليه المفاخر
وكنت إذا أثنيت أثنيت والدا * يزين كما زان اليدين الاساور
 

- ص 159 -

فصكت وجهها وصاحت بحزنها وجهدها ، فقال له عبد الله : الهذا ادخلت ؟ ! قال الخارجي : وكيف أعزى عن أبي عبيدة وانا اعزى به !


حدثني عمر بن عبد الله العتكي قال : حدثنا عمر بن شبة قال : حدثني عبد الرحمن بن جعفر بن سليمان قال : حدثني علي بن صالح قال: زوج عبد الملك ابن مروان ابنه عبد الله هند بنت ابي عبيدة بن عبد الله بن زمعة وريطة بنت عبيدالله بن عبد المدان

لما كان يقال إنه في اولادهما فمات عنهما عبد الله واطلقهما فتزوج هندا عبد الله بن الحسن وتزوج ريطة محمد بن علي فجاءت بأبي العباس السفاح . قال أبو زيد : وانشدني بن رواحة وفليج بن إسماعيل لعبدالله بن الحسن ابن الحسين في هند بنت أبي عبيدة شعرا :

يا هند إنك لو علم‍ * ت بعاذلين تتابعا
قالا فلم يسمع لما * قالا وقلت بل اسمعا

هند احب إلي من * اهلي ومالي اجمعا
وعصيت فيك عواذلي * واطعت قلبا موجعا


حدثني احمد بن سعيد قال : حدثني يحيى بن الحسن قال : حدثنا عبد الله ابن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن قال : سمعت عبد الله بن موسى يقول . حملت جدتي هند بعمي محمد بن عبد الله اربع سنين فجاءها أبو عبيدة فقال . أنت المتحابلة

على عبد الله بن الحسن فرقا ان يتزوج عليك ؟ فصفقت الباب دونه وقالت يا ابة لا يكذب فورب الكعبة البيت الحرام إني لحامل ! فقال . اما لو فتحت الباب لعلمت ما ينزل بك اليوم مني . ثم ولدت محمد بن عبد الله على رأس أربع سنين .


أخبرني عمر بن عبد الله قال . حدثنا عمر بن شبة عن ابن رواحة عن أبيه قال .

- ص 160 -

لما مات عبد الله بن عبد الملك رجعت هند بميراثها منه . فقال عبد الله بن الحسن لامه فاطمة : اخطبي علي هندا . فقالت : إذن تردك اتطمع في هند وقد ورثت من عبد الله ما ورثته وانت ترب لا مال لك ؟ فتركها ، ومضى إلى أبي عبيدة أبي هند

فخطبها إليه . فقال : في الرحب والسعة ، اما مني فقد زوجتك مكانك لا تبرح . فدخل على هند فقال : يا بنية هذا عبد الله بن الحسن أتاك خاطبا قالت فما قلت له ؟ فقال : زوجته إياك . قالت : احسنت قد اجزت ما صنعت . وارسلت إلى عبد الله : لا

تبرح حتى تدخل على اهلك . قال : فتبشرت لذلك فبات بها معرسا من ليلته ، لا تشعر امه فأقام سبعا ، ثم اصبح في يوم سابعه غاديا على امه وعليه درع الطيب ، وفي غير ثيابه التي تعرف . فقالت : يا بني من اين لك هذا ؟ قال : من عند التي زعمت انها تردني .


أخبرني عمر قال : حدثنا عمر بن شبة قال : حدثني هرمن أبو علي - رجل من اهل المدينة - قال : سمعته متعالما عند آل ابي طالب : ان محمدا ولد في سنة مائة وأن عمر بن عبد العزيز فرض له في شرف العطاء .


 

 

مكتبة الشبكة

الصفحة التالية

الصفحة السابقة

فهرس الكتاب