- مقاتل الطالبيين- ابو الفرج الاصفهاني ص 235 : -

* ( تسمية من خرج مع إبراهيم بن عبد الله ) *

( ابن الحسن بن الحسن من أهل العلم والفقهاء ونقلة الآثار )

أخبرنا يحيى بن علي ، وأحمد بن عبد العزيز ، وعمر بن عبد الله ، قالوا حدثنا عمر بن شبة ، قال : حدثني إبراهيم بن سلام بن أبي واصل الحذاء ، قال : حدثني أخي محمد بن سلام ، قال : قال لي أبي : يا بني إن إبراهيم قد ظهر بالبصرة . قال : فابتع لي عمامة صوف وقباء وسراويل ، وفعلت ، فشخص هو وثلاثة رهط معه حتى قدموا إلى الكوفة .


حدثنا جعفر بن محمد الوراق ، قال : حدثني أحمد بن حازم ، قال : حدثنا الحسن بن الحسين العرني ، قال : خرج نفر من أصحاب زيد بن علي متنكرين في

- ص 236 -

جملة الحاج ، حتى لحقوا بابراهيم بالبصرة ، منهم سلام بن أبي واصل الحذاء .


حدثني الحسن بن علي الخفاف ، قال : حدثنا أحمد بن زهير ، قال : حدثني خالد بن خداش بن عجلان ، قال : سمعت حماد بن يزيد يقول : ما أحد من الناس إلا أنكرناه إيام إبراهيم ، قيل له فسوار ، قال : والله ما حمدنا رأيه .


قال أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الاصبهاني : أخبرنا يحيى بن علي ، وأحمد بن عبد العزيز الجوهري ، وعمر بن عبد الله العتكي قالوا : حدثنا عمر بن شبة ، قال : حدثنا إبراهيم بن سلام بن أبي واصل ، قال حدثني أخي محمد بن سلام عن

أبيه قال : وقفت على باب إبراهيم بن عبد الله ، وهو نازل في دار محمد ابن سليمان ، فقلت لآذنه : قل له : سلام بن أبي واصل بالباب ، فسمعت الآذن يقول : سلام الحذاء بالباب ، فنسبني إلى اللقب الغالب علي ، فأذن لي ، فدخلت فقال : ما أبطأ

بك عنا ؟ فقلت كنت أجهز الرجال إليك ، قال : صدقت . فأنزلني معه في الدار ، قال : فبينا أنا جالس يوما إذا شئ فيه رقعة : إن بيت المال ضائع فاكفناه ، فقلت لبعض من حضر أين بيت المال ؟ قال في الدار ، فقمت فإذا شيخ قد كان موكلا به ، فقال لي : أمرت فيما هاهنا بأمر ؟ قلت : نعم . قال فأنت إذن سلام بن أبي واصل ، قال : فوليت بيت المال .


أخبرني محمد بن الحسين الاشناني ، قال : حدثنا أحمد بن حازم الغفاري ، قال : حدثني نصر بن مزاحم قال : خرج أبو داود الطهوي مع إبراهيم وكان عنده أثيرا ( أميرا ) . أخبرنا يحيى بن علي ، والجوهري والعتكي ، قالوا : حدثنا عمر بن شبة ،

قال : حدثني عبد الله بن محمد بن حكيم ، قال : خرج فطر بن خليفة مع إبراهيم ، وكان يومئذ شيخا كبيرا . حدثني علي بن العباس ، قال : حدثنا الحسن بن عبد الواحد ، قال : حدثني الحسن بن الحسين ، قال : خرج سلام بن أبي واصل الحذاء وعيسى بن أبي

- ص 237 -

إسحاق السبيعي ، وأبو خالد الاحمر ، مصطحبين متنكرين مع الحاج ، عليهم جباب الصوف وعمائم الصوف . يسوقون الجمال في زي الجمالين ، حتى أمنوا فعدلوا إلى إبراهيم ، وكانوا معه حتى قتل .


أخبرنا يحيى بن علي ، والعتكي ، والجوهري ، قالوا : حدثنا عمر بن شبة ، قال : حدثني القاسم بن أبي شيبة ، قال : خرج أبو خالد الاحمر ، ويونس بن أبي إسحاق مع إبراهيم بن عبد الله بن الحسن .


أخبرني محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن حازم ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : خرج عيسى بن يونس بن أبي إسحاق من الكوفة إلى إبراهيم ، فشهد معه حربه .


حدثنا يحيى بن علي ، والعتكي ، والجوهري ، قالوا : حدثنا عمر بن شبة ، قال : حدثني إبراهيم بن سلام بن أبي واصل ، عن أخيه محمد بن سلام ، قالوا : شهد مع إبراهيم بن عبد الله من أصحاب زيد بن علي ثلاث نفر ، سلام بن أبي واصل الحذاء ، وحمزة بن عطاء البرني ، وخليفة بن حسان الكيال ، وكان أفرس الناس .


أخبرني محمد بن زكريا الصحاف ، قال : حدثنا قعيب بن محرز ، قال : حدثني العريان بن أبي سفيان بن العلاء ، قال : خرج مع إبراهيم بن عبد الله عبد الله بن جعفر المدائني ، فقال له ليلة : قم بنا حتى نطوف في العسكر ، فقام معه فسمع في ناحية

عسكره صوت طنبور ، فاغتم لذلك وقال لعبدالله بن جعفر : ما أرى عسكرا فيه مثل هذا ينصر . عبد الله بن جعفر هذا والد علي بن المدائني . أخبرنا يحيى بن علي ، وعمر ، وأحمد ، قالوا : حدثنا عمر بن شبة ، عن عريان بن أبي سفيان ، قال : حدثني الثقة عندي عن عبد الله بن جعفر ، ثم ذكر مثل هذه الحكاية أو قريبا منها
 

- ص 238 -

أخبرنا يحيى بن علي ، والجوهري ، والعتكي ، قالوا : حدثنا عمر بن شبة ، قال : حدثني إبراهيم بن سلام بن أبي واصل ، قال : حدثني عبد الغفار بن عمرو الفقيمي ابن أخي الفضل ، والحسين بن أبي عمرو ، قال : كان إبراهيم بن عبد الله واجدا

على هارون بن سعد لا يكلمه ، فلما ظهر قدم هارون فأتى أباك سلاما فقال له : أخبرني عن صاحبنا ، أما به إلينا حاة في أمره هذا ؟ قال : قلت له بلى لعمر الله ثم قام فدخل على إبراهيم فقال له : هذا هارون بن سعد قد جاءك . فقال : لا حاجة لنا

به ، فقال له : لا تفعل ، أفي هارون تزهد ؟ فلم يزل به حتى قبله وأذن له فدخل ، عليه فقال له هارون : استكفني أهم أمرك إليك ، فاستكفاه واسطا واستعمله عليها .


قال أبو زيد : وحدثني أبو نعيم الفضل بن دكين ، قال : حدثني عبد الله ابن سلمة الافطس ، قال : ولى إبراهيم هارون بن سعد واسطا ، فبادرت فدخلت إليه في السفينة فحدثني بأربعة أحاديث . قال أبو نعيم : والذي رواه الاعمش عن أبي عمرو الشيباني إنما سمعه من هارون بن سعد .

قال أبو زيد : حدثني هشام بن محمد أبو محمد من أهل واسط ، قال : قدم علينا هارون بن سعد في جماعة ذات عدد فرأيته شيخا كبيرا كنت أراه راكبا قد انحنى على دابته ، فبايعه أهل واسط .

قال أبو زيد : وحدثني عمر بن عون ، قال : كان هارون بن سعد رجلا صالحا ، قد روى عن الشعبي ، ولقى إبراهيم ، وكان فقيها .

حدثني عيسى بن الحسن الوراق قال: حدثني سليمان بن ابي شيخ قال : حدثني أبو الصعداء قال : لما قدم هارون بن سعد واليا على واسط من قبل إبراهيم خطب الناس ونعى على ابي جعفر افعاله وقتله آل رسول الله وظلمه الناس ، واخذه الاموال

ووضعها في غير مواضعها وابلغ في القول حتى ابكى الناس ورقت لقوله قلوبهم فاتبعه عباد بن العوام ويزيد بن هارون وهشيم بن بشير ، والعلاء بن راشد .

- ص 239 -

حدثني محمد بن الحسين الخثعمي قال حدثنا ابراهيم بن سليمان المقري قال : حدثني نصر بن مزاحم قال : حدثني من رأى هشيما واقفا بين يدي هارون بن سعد متقلدا سيفا ، رث الهيئة يدعو الناس إلى بيعة إبراهيم .


أخبرني
علي بن العباس المقانعي قال : حدثنا محمد بن مروان الغزال قال : حدثنا زيد بن المعذل النمري عن هشام بن محمد قال : ولى ابراهيم بن عبد الله بن الحسن هارون بن سعد واسطا وضم إليه جيشا كثيفا من الزيدية فأخذها وتبعه الخلق ولم

يتخلف احد من الفقهاء وكان ممن تبعه عواد بن العوام ، ويزيد بن هارون ، وهشيم ، وكان موقف هشيم في حروبه مشهورا وقتل ابنه معاوية وأخوه الحجاج بن بشير في بعض الوقائع . قال : وشهد معه العوام بن حوشب يومئذ وهو شيخ كبير واسامة بن زيد فلما قتل ابراهيم انحدر هارون بن سعد إلى البصرة فبلغنا انه مات بها حين دخلها رحمه الله ورضى عنه .


أخبرنا يحيى بن علي ، والعتكي ، والجوهري، قالوا : حدثنا عمر بن شبة قال حدثني عامر بن يحيى العقيلي قال : حدثني أبو مخارق بن جابر قال: نادى منادي المسودة: أمن الناس اجمعون إلا العوام بن حوشب ، واسامة بن زيد . فأما العوام فاستخفى سنتين ثم عمل معن بن زائدة في امره وكان يسأله حتى اخرج له امانا . وأما اسامة بن زيد فتوارى مدة ثم هرب إلى الشام .


قال أبو زيد : وحدثني عبد الله بن راشد قال : استخفى هارون ابن سعد فلم يزل مستخفيا حتى ولى محمد بن سليمان الكوفة فأعطاه الامان واستدرجه حتى ظهر وامره ان يعرض ثمانين من اهل بيته ، فهم ان يفعل فركب إلى محمد ولقيه ابن عم له يدعى الفرافصة فقال : انت مخدوع فرجع فتوارى حتى مات وهدم محمد بن سليمان داره .
 

- ص 240 -

قال أبو زيد وحدثني سعد بن الحسن بن بشير الحواري قال : سمعت اصحابنا يقولون : كان عبد الواحد بن زياد بنهرابان وكان قد تقدم إلى إبراهيم ألا يخفى عليه مخرجه فلما ظهر اقبل عبد الواحد من نهر ابان مبيضا حتى عبدس ، فهرب واليها وخلف في بيت مالها سبعين الف درهم فأخذها عبد الواحد ، فكانت أول ما قدم به على إبراهيم .


قال أبو زيد وحدثني خالد بن خداش قال : بيض ايوب بن سليمان نهر ابان وغلب عليها ، وايوب هذا محدث راو ، قد روى عنه الواسطيون وممن روى عنه سليمان بن ابي شيخ . أخبرني محمد بن الحسين الاشناني قال : حدثنا احمد بن حازم قال :

حدثنا أبو نعيم قال : سمعت زفر بن الهذيل يقول كان أبو حنيفة يجهر في أمر إبراهيم جهرا شديدا ، ويفتي الناس بالخروج معه فقلت له : والله ما انت بمنته عن هذا حتى نؤتى فتوضع في اعناقنا الحبال . قال : وكتب إليه هو ومسعربن كدام يدعوانه إلى ان يقصد الكوفة ويضمنا له نصرتهما ومعونتهما وإخراج اهل الكوفة معه فكانت المرجئة تعيبهما بذلك .


حدثنا يحيى بن علي ، وعمر ، واحمد ، قالوا : حدثنا عمر بن شبة قال حدثني القاسم بن أبي شيبة قال : حدثني الفضل بن شعيب قال : رأيت مسلم بن سعيد والاصبغ بن زيد مع هارون بن سعد عليهما سيفان أيام إبراهيم بن عبد الله بواسط . قال القاسم بن ابي شيبة وحدثني ازهر بن سعد قال : رأيت هشيما عليه سيف حمائله شريط يرامي المسودة من رواء السور .


حدثنا عمر ، ويحيى ، واحمد ، قالوا : حدثنا عمر بن شبة قال : حدثني زكريا ابن عبد الله بن صبيح ويلقب رحمويه ، قال : قال المهدي لابن علاثة : ابغني قاضيا لمدينة الوضاح . قال : قد اصبته عباد بن العوام. فقال له : وكيف مع ما في قلوبنا عليه

- ص 241 -

قال رحمويه : وهدم الرشيد دار عباد بن العوام في خلافته ومنعه الحديث ثم أذن فيه بعد .


أخبرني جعفر بن محمد الوراق قال : حدثنا احمد بن حازم قال : حدثنا نصر ابن حازم قال : خرج هارون بن سعد من الكوفة في نفر من أصحاب زيد بن علي إلى إبراهيم بن عبد الله بن الحسن ، وكان فيمن خرج معه عامر بن كثير السراج وهو يومئذ

شاب جلد شجاع ، وحمزة التركي ، وسالم الحذاء ، وخليفة بن حسان . قال : لما قدموا على إبراهيم ولى سالم بن ابي واصل بيت المال ، وولى هارون ابن سعد واسطا ، فأنفذ معه جيشا كثيفا فدخل واسطا وهرب منه اصحاب أبي جعفر واسرع الناس

إليه ولم يبق احد من اهل العلم إلا تبعه وكان منهم عباد بن العوام ، وهشيم بن بشير ، وإسحاق بن يوسف الازرق ، يزيد بن هارون ومسلم ابن سعيد ، والاصبغ بن زيد . ودعا عاصم بن علي فاعتل عليه بالمرض والضعف ، فقال له : أنا أفتى الناس

بالخروج معك ثم هرب منه ، فجعل هارون بن سعد عباد بن العوام قائدا وضم إليه الفقهاء أجمعين ، وكانوا في قيادته ، وشاوره وقدمه . فلما قتل إبراهيم وانقضت حياته ، هرب عباد بن العوام ، فهدمت داره وانقضت جموعه ولم يزل متواريا حتى مات أبو جعفر .


أخبرنا يحيى بن علي ، والجوهري ، والعتكي ، قالوا : حدثنا عمر بن شبة قال حدثني سهل بن عقيل ، قال : قدم هارون بن سعد عباد بن العوام ورأسه وشاوره فكان في اصحابه يزيد بن هارون وإسحاق بن يوسف الازرق وغيرهما .


قال أبو زيد وحدثني عاصم بن علي بن عاصم ، قال اخبرني علي بن عبد الله ابن زياد ، قال : رأيت هشيم بن بشير واقفا موقفا في وقعة واقعناها القوم لا والله ما وقفه قط إلا شجاع مجتمع القلب . قال أبو زيد وحدثني ابن بنت هشيم قال : بلغ يزيد بن هارون أن علي

- ص 242 -

ابن حرملة يتهدده ويقول : سيعلم يزيد على راس من كانت الرايات تخفق فبلغ ذلك يزيد فقال : غلط إنما كانت الراية لعباد بن العوام . قال أبو زيد ، قال لي عاصم بن علي : صدق يزيد كان القائد عباد بن العوام وكان يزيد بن هارون من أصحابه .


أخبرنا يحيى بن علي ، وعمر ، ومحمد ، قالوا : حدثنا عمر بن شبة قال : حدثني احمد بن خالد بن خداش قال : سمعت حماد بن زيد يقول : ما كان بالبصرة احد إلا وقد تغير ايام إبراهيم إلا ابن عون . قيل له : فهشام بن حسان . قال : ما حمدنا قوله ، كان يذكر أبا جعفر فيقول : اللهم اهلك ابا الدوانيق فقلت له في ذلك . فقال : إني اخاف ان يظهر فيشتتنا .


حدثني أبو عبد الله الصيرفي محمد بن احمد بن المؤمل قال حدثني فضل المصري قال : حدثني يعقوب الدورقي قال أبو الفرج : وقرأت أنا في بعض الكتب عن يعقوب الدورقي عن بعض اصحابه عن إسماعيل بن عيسى بن علي الهاشمي

قال : قال أبو إسحاق الفزاري : جئت إلى أبي حنيفة فقلت له ما اتقيت الله حيث افتيت اخي بالخروج مع ابراهيم بن عبد الله بن الحسن حتى قتل . فقال : قتل اخيك حيث قتل يعدل قتله لو قتل يوم بدر ، وشهادته مع إبراهيم خير له من الحياة . قلت له : ما منعك أنت من ذاك ؟ قال : ودائع للناس كانت عندي .


أخبرني محمد بن الحسين الاشناني عن عباد بن يعقوب عن عبد الله بن إدريس قال : سمعت أبا حنيفة وهو قائم على درجته ورجلان يستفتيانه في الخروج مع إبراهيم وهو يقول : اخرجا .


أخبرنا يحيى بن علي ، والجوهري ، والعتكي قالوا : حدثنا عمر بن شبة قال حدثني نصير بن حماد أبو سهل قال : ما زلت اسمع ان شعبة كان يقول في نصرة إبراهيم بن عبد الله للناس إذا سألوه : ما يقعدكم ؟ هي بدر الصغرى .
 

- ص 243 -

قال أبو زيد ، وحدثني يعقوب بن القاسم ، عن بعض اصحابه عن أبي إسحاق الفزاري ، واسمه إبراهيم بن محمد بن الحرث بن اسماء بن حارثة قال : لما خرج ابراهيم ذهب أخي إلى ابي حنيفة فاستفتاه ، فأشار عليه بالخروج فقتل معه فلا احب ابا حنيفة أبدا .

قال أبو زيد : وحدثني نصر بن حماد قال : كان صالح المروزي يحرض الناس على نصرة ابراهيم .

قال أبو زيد وحدثني القاسم بن شيبة قال سمعت أبا نعيم يقول : سمعت عمار بن زريق يقول : سمعت الاعمش يقول ايام إبراهيم : ما يقعدكم ؟ أما أني لو كنت بصيرا لخرجت .


أخبرني محمد بن الحسين الخثعمي قال : حدثنا احمد بن حازم قال : حدثني أبو نعيم : أن مسعر بن كدام كتب إلى إبراهيم بن عبد الله يدعوه إلى أن يأتي الكوفة ويعده ان ينصره وكان مسعر مرجئا فلما شاع ذلك عاتبته المرجئة .


أخبرني محمد بن الحسين قال : حدثنا محمد بن حازم قال : حدثنا أبو نعيم واخبرنا ابن علي واصحابه عن عمر بن شبة عن عبد الله بن محمد بن حكيم قالا : كتب أبو حنيفة إلى إبراهيم يشير عليه أن يقصد الكوفة ليعينه الزيدية . وقال له : أئتها سرا

فان من هاهنا من شيعتكم يبيتون أبا جعفر فيقتلونه أو يأخذون برقبته فيأتونك به . قال عمر بن شبة في خبره : وكانت المرجئة تنكر ذلك على ابي حنيفة وتعيبه به .


حدثني احمد بن سعيد قال : حدثني محمد بن منصور الرازي عن الحسن بن الحسين وغيره من اصحابه : ان ابا حنيفة كتب إلى إبراهيم بن عبد الله لما توجه إلى عيسى بن موسى : إذا اظفرك الله بعيسى واصحابه فلا تسر فيهم سيرة ابيك في اهل

الجمل لم يقتل المنهزم ولم يأخذ الاموال ولم يتبع مدبرا ولم يذفف على جريح لان القوم لم يكن لهم فئة ولكن سر فيهم بسيرة يوم صفين فانه سبى الذرية

- ص 244 -

وذفف على الجريح وقسم الغنيمة لان اهل الشام كانت لهم فئة وكانوا في بلادهم . فظفر أبو جعفر بكتابه فسيره وبعث إليه فأشخصه وسقاه شربة فمات منها ودفن ببغداد .


اخبرني محمد بن زكريا الصحاف قال : حدثنا قعيب بن محرز عن المدائني : ان عباد بن العوام خرج إلى إبراهيم بن عبد الله وشهد معه حربه فلما ظفر أبو جعفر وقتل ابراهيم طلبه فسأله فيه المهدي فوهبه له وقال : لا تظهرن ولا تحدثن فقال الناس :

هذا رجل من اهل العلم خرج مع ابراهيم فيأخذون عنه الفتيا ، فلم يزل متواريا حتى مات أبو جعفر واذن له المهدي في الظهور والحديث وظهر وحدث .


حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا احمد بن حازم قال : حدثنا أبو نعيم واخبرنا يحيى بن علي ورواه أبو زيد قالوا : حدثنا عمر بن شبة قال : حدثنا القاسم ابن أبي شيبة عن أبي نعيم قال : كتب أبو جعفر إلى عيسى بن موسى وهو على الكوفة يأمره

بحمل أبي حنيفة إلى بغداد فغدوت إليه اريده ، ولقيته راكبا يريد وداع عيسى بن موسى وقد كان وجهه يسود فقدم بغداد فسقى بها شربة فمات وهو ابن سبعين وكان مولده سنة ثمانين .


حدثني محمد بن الحسين قال : حدثنا أبو نعيم قال : دعا أبو جعفر ابا حنيفة إلى الطعام فأكل منه ، ثم استسقى فسقى شربة عسل مجدوحة وكانت مسمومة فمات من غد ودفن في بغداد في المقابر المعروفة بمقابر الخيزران .


اخبرني يحيى بن علي ، والجوهري ، والعتكي قالوا : حدثنا عمر بن شبة قال حدثني عامر بن يحيى مولى بني عقيل من اهل واسط وكان في حرس الحجاج قال : حدثني سعيد بن مجاهد قال : وصاحبت العوام بن حوشب يوما فقال : رميت في هؤلاء

القوم - يعني المسودة - ثمانية عشر سهما ما سرني أني رميت بها اهل بدر مكانهم . قال : فكان عليه خف منخرق . فقلت : المسح اعلى من هذا . قال : نعم ما لم تدخله الريح وتخرج منه .
 

- ص 245 -

أخبرني يحيى بن علي ، والعتكي ، والجوهري ، قالوا : حدثنا عمر بن شبة قال : حدثني ابن العباس قال : حدثني عكرمة بن دينار مولى بني عامر ابن حنيفة قال : خرج لبطة بن الفرزدق مع ابراهيم وكان شيخا كبيرا جليلا فلما قتل ابراهيم مررت به

فقال لي : ما الخبر ؟ فقلت . الشر والله انهزم اصحابنا . قال : قف هاهنا نعش جميعا أو نمت جميعا . فقلت ليس بذاك ، ووليت هاربا فلم اجاوزه بكثير حتى ادركه القوم فسمعته يقول ( لا ملجأمن الله إلا إليه ) فقتل وعلقت في اذنه رقعة مكتوب فيها : رأس لبطة بن الفرزدق . قال : وكان شهد مع إبراهيم وهو شيخ كبير ففوده .


قال أبو الفرج : لبطة هذا قد روى الحديث ، وروى عن ابيه عن الحسين ابن علي حديثا مشهورا حدثنا في مقتله يقول : لقيت الحسين بالصفاح ، وروى عن غير ابيه وكان له اخوان خبطة وحنظلة .

قال أبو زيد : وحدثني عاصم بن علي وسهل بن غطفان : ان ابراهيم لما قتل وتوارى هارون بن سعد ، اراد الحجاج بن بشير الانحدار إلى نهر أبان فأدركوه فقتلوه وقتلوا ابن اخيه معاوية بن هشيم .

قال أبو زيد ، وحدثني بكر بن كثير ، عن حمزة التركي ، قال : قدم عيسى اين زيد بعد قتل محمد ، فذكر ان محمدا جعل الامر إليه ودعا الزيدية إلى نفسه فأجابوه ، وابى البصريون ذلك ، حتى قالوا لابراهيم : إن شئت اخرجناهم عنك من بلادنا

فالامر لك وما نعرف غيرك ، حتى كادت تقع فرقة فسفروا بينهم سفرا وقالوا : إنا إن اختلفنا ظهر علينا أبو جعفر ، ولكن نقاتله جميعا والامر لابراهيم فان ظهرنا عليه نظرنا في امرنا بعد ، فأجمعوا على ذلك .


أخبرنا يحيى بن علي ، وعمر بن عبد الله ، قالا : حدثنا عمر بن شبة ، قال : حدثني خالد بن خداش قال : حدثني عبد السلام بن شعيب بن الحبحاب ، قال قلت لعثمان الطويل : خرج هذا الرجل وقعدتم عنه قال ومن اخرجه غيرنا قال : فلما

- ص 246 -

قتل إبراهيم قال : يا ابا صالح احب الا تفشي علي ذلك الحديث .


أخبرنا عمر ويحيى قالا : حدثنا عمر بن شبة قال : حدثني حفص بن عمربن حفص : أن ابا حرى نصر بن ظريف خرج مع ابراهيم فأصابت يده جراحة اجبتها قال فعطلتها ثم انهزم لما قتل إبراهيم فاستخفى .


أخبرنا عمر ، ويحيى قالا : حدثنا أبو زيد قال : حدثني عفان بن مسلم قال خرج مع إبراهيم أبو العوام القطان واسمه عمران بن داود قال فحدثت بذلك عمر ابن مروان فقال لي : ما شهد الحرب ولكن ولي له عملان . واقام بالبصرة قال أبو الفرج :

وابو العوام هذا من جملة محدثي البصرة وهو من اصحاب الحسن البصري وقد روى عنه أبو جرى نصر بن ظريف كلهم من ثقاة محدثي البصرة ومشاهيرهم .


قال أبو زيد وحدثني سعيد بن نوح قال : خرج مع إبراهيم عبد ربه ابن يزيد وكان شيخا كبيرا ابيض الرأس واللحية فقيل له : لو اختضبت ، فقال : لا حتى اعلم ان رأسي لي أو لهم . قال أبو زيد وحدثني سنان بن المثنى الهذلي من آل سلمة بن المحبق

قال شهد مع ابراهيم بباخمري من آل سلمة بن المحبق : عبد الحميد بن سنان بن سلمة ابن المحبق والحكم بن موسى بن سلمة وعمران بن شبيب بن سلمة .


قال أبو زيد ، وحدثني إبراهيم بن سلام الحذاء قال : حدثني اخي عن ابن سلام قال : لما انهزمنا صرنا إلى عيسى بن زيد فصبر مليا ثم قال : ما بعد هذا متلوم فانحاز وصار إلى قصره ونحن معه فأزمعنا على ان نبيت عيسى بن موسى ، فلما انتصف الليل فقدنا عيسى بن زيد فانتقض أمرنا .


أخبرنا يحيى بن علي ، والجوهري والعتكي قالوا : حدثنا عمر بن شبة قال : حدثنا عمر بن الهيثم المؤذن والوليد بن هشام ويونس بن نجدة : أن ابراهيم استقضى عباد بن منصور على البصرة : قال أبو زيد وحدثني أبو علي القداح قال : حدثني علي بن ابي سارة

- ص 247 -

قال : لما ظهر إبراهيم استقضى سوار بن عبد الله في بيته وأرسل إليه إبراهيم يدعوه فاعتل بالمرض فتركه وأمر عباد بن منصور فقضى بالبصرة حتى جاءت الهزيمة فلزم عباد بيته فلما قدم أبو جعفر بعد الهزيمة تلقاه الناس في الجسر الاكبر فيهم سوار ابن عبد الله وأقام عباد في بيته وخافه ولم يدعه الناس حتى خرج على امانه، فلما رآه سأله ولم يخاطبه بشئ مما صنع.


حدثني احمد بن عبد الله بن عمارة قال : حدثني ميسرة بن حسان قال : حدثني ابن الاعرابي عن المفضل وحدثني محمد بن الحسن بن دريد قال : حدثنا ابو حاتم عن ابي عثمان اليقطري عن المفضل . وحدثنا يحيى بن علي بن يحيى وعمرو ابن

عبد الله واحمد بن عبد العزيز قالوا : حدثنا عمر بن شبة قال : حدثني عبد الملك بن سليمان عن علي بن أبي الحسن عن المفضل الضبي . ورواية ابن الاعرابي واليقطري عن المفضل اتم وسائر من ذكرت يأتي بشئ لا يأتي به الآخر قال : كان

إبراهيم بن عبد الله بن الحسن متواريا عندي ، فكنت اخرج واتركه ، فقال لي إنك إذا خرجت ضاق صدري فأخرج إلى شيئا من كتبك اتفرج به فأخرجت إليه كتبا من الشعر فاختار منها السبعين قصيدة التي صدرت بها اختيار الشعراء ثم أتممت عليها

باقي الكتاب . فلما خرج خرجت معه ، فلما صار بالمربد مر بدار سليمان بن علي فوقف عليها واستسقى ماء فأتى بشربة فشرب ، فأخرج صبيان من صبيانهم فضمهم إليه وقال : هؤلاء والله منا ونحن منهم وهم اهلنا ولحمنا ومنا ، ولكن آباءهم

غلبونا على امرنا وابتزوا حقوقنا وسفكوا دماءنا ، وتمثل :

مهلا بني عمنا ظلامتنا * إن بنا سورة من العلق
لمثلكم تحمل السيوف ولا * تغمز أحسابنا من الرقق

إني لانمى إذا انتميت إلى * عز عزيز ومعشر صدق
بيض سباط كأن أعينهم * تكحل يوم الهياج بالعلق

- ص 248 -

فقلت : ما اجود هذه الابيات وافحلها : فلمن هي ؟ فقال : هي يقولها ضرار بن الخطاب الفهري يوم عبر الخندق على رسول الله صلى الله عليه وآله ، وتمثل بها علي بن ابي طالب يوم صفين ، والحسين يوم الطف وزيد بن علي يوم السبخة ، ويحيى

بن زيد يوم الجوزجان ، ونحن اليوم . فتطيرت له من تمثله بأبيات لم يتمثل بها احد إلا قتل . ثم سرنا إلى باخمرى ، فلما قرب منها اتاه نعي اخيه محمد ، فتغير لونه وجرض بريقه ثم اجهش باكيا وقال : اللهم إن كنت تعلم ان محمدا خرج يطلب

مرضاتك ويبتغي طاعتك ويؤثر ان تكون كلمتك العليا وامرك المتبع المطاع ، فاغفر له وارحمه وارض عنه واجعل ما نقلته إليه من الآخرة خيرا له مما نقلته عنه من الدنيا ثم انفجر باكيا وتمثل بقول الشاعر :

ابا المنازل ياخير الفوارس من * يفجع بمثلك في الدنيا فقد فجعا
الله يعلم أني لو خشيتهم * أو آنس القلب من خوف لهم فزعا
لم يقتلوه ولم اسلم اخي لهم * حتى نعيش جميعا أو نموت معا

قال ( المفضل ) : فجعلت اعزيه واعاتبه على ما ظهر من جزعه ، فقال : إني والله في هذا كما قال دريد بن الصمة :

تقول ألا تبكي اخاك ! وقد أرى * مكان البكا لكن بنيت على الصبر
لمقتل عبد الله والهالك الذي * على الشرف الاعلى قتيل ابي بكر

وعبد يغوث أو نديمي خالد * وجل مصابا حثو قبر على قبر
أبى القتل إلا آل صمة إنهم * أبوا غيره والقدر يجري على القدر

فإما ترينا ما تزال دماؤنا * لدى واتر يشقى بها آخر الدهر
فإنا للحم السيف غير نكيرة * ونلحمه طورا وليس بذي نكر

يغار علينا واترين فيشتفي * بنا إن أصبنا . أو نغير على وتر
بذاك قسمنا الدهر شطرين بيننا * فما ينقضي إلا ونحن على شطر

- ص 249 -

قال : ثم ظهرت لنا جيوش أبي جعفر مثل الجراد ، فتمثل إبراهيم بهذه الابيات :

نبئت أن بني خزيمة أجمعوا * أمرا خلالهم لتقتل خالدا
إن يقتلوني لا تصب أرماحهم * ناري ويسعى القوم سعيا جاهدا
أرمي الطريق وإن رصدت بضيقه * وأنازل البطل الكمي الحاردا

فقلت : من يقول هذا الشعر يا ابن رسول الله ؟ فقال : يقوله خالد بن جعفر ابن كلاب في يوم شعب جبلة ، وهو اليوم الذي لقيت فيه قيس تميما . قال : وأقبلت عساكر أبي جعفر ، فطعن رجلا ، وطعنه آخر فقلت له : أتباشر الحرب بنفسك وإنما

العسكر منوط بك ؟ فقال : اليك عني يا أخا بني ضبة كأن عويفا أخا بني فزارة كان ينظر الينا في يومنا هذا .

المت خناس والمامها * أحاديث نفس واحلامها
يمانية من بني مالك * تطاول في المجد أعمامها

وإن لنا أصل جرثومة * ترد الحوادث أيامها
نرد الكتيبة مفلولة * بها أفنها وبها ذامها

والتحمت الحرب واشتدت ، فقال لي : يا مفضل : حركني بشئ ، فذكرت أبياتا لعويف القوافي لما تقدم بشعره، فأنشدته قوله:

الا أيها الناهي فزارة بعدما * أجدت بسير إنما أنت حالم
أبى كل حر أن يبيت بوتره * وتمنع منه النوم إذ أنت نائم

أقول لفتيان كرام تروحوا * على الجرد في أفواههن الشكائم
قفوا وقفة من بحى لا يخز بعدها * ومن يخترم لا تتبعه اللوائم
وهل انت إن باعدت نفسك منهم * لتسلم فيما بعد ذلك سالم ؟

فقال : أعد ، وتبينت في وجهه انه سيقتل فتنبهت وندمت فقلت : أو غير ذلك ؟ قال : لا بل أعد الابيات ، فأعدتها فتمطى على ركابيه فقطعمها ، وحمل

- ص 250 -

فغاب عني وأتاه سهم عائرفقتله وكان آخر عهدي به : حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، قال : سمعت إسحاق بن شاهين الواسطي يقول : كان خالد بن عبد الله الواسطي من اهل السنة والجماعة ، خرج الناس مع إبراهيم بن عبد الله بن الحسن غيره ، فانه لزم بيته .


قال أبو الفرج علي بن الحسين : حدثني بهذه الحكاية احمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثني داود بن يحيى قال : سمعت إسحاق بن شاهين يوما ، ذكر خالد بن عبد الله الطحان ، مثله ، وزاد فيه : ولكن أصحاب الحديث خرجوا معه جميعا : شعبة بن الحجاج ، هشيم بن بشير ، وعباد بن العوام ، ويزيد بن هارون .


حدثني
أحمد بن سعيد ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن هشام ، قال : حدثنا محمد بن حفص بن راشد قال : حدثنا أبي قال : خرج هشيم بن بشير مع إبراهيم بن عبد الله ، وقتل معه ابن له .

قال أحمد بن سعيد ، وحدثني أحمد بن محمد بن بشر قال حدثنا أيوب بن الحسن قال : حدثني سليمان الشاذكوني ، قال : خرج هشيم مع ابراهيم بن عبد الله وقتل معه ابنه معاوية فقال له رجل : يا ابا معاوية رأيتك مع ابراهيم والرايات تخفق على رأسه.
 

حدثنا احمد بن سعيد قال حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان ، قال : حدثنا يحيى بن صالح الجريري قال : سمعت يونس بن أرقم العنزي وكان من اصحاب ابراهيم بن عبد الله يقول : كان المفضل بن محمد الضبي له غاشية على التشيع ، وكان إبراهيم بن عبد الله بن الحسن إذا اجتمعنا إليه يجمعنا عند المفضل .


حدثنا أحمد بن سعيد قال : حدثنا عبد الملك بن محمد الرقاشي قال : حدثنا ابي قال : سمعت يزيد بن ذريع يقول : وأما المفضل الضبي فكان اكثر إقامة ابراهيم عنده حتى خرج ، فكان لا يزال يدس ويحتال لكل من امكنه ان يحوزه إلى مذهبه .
 

- ص 251 -

حدثني احمد قال : حدثنا يعقوب بن يوسف بن زكريا الضبي قال : حدثنا قاسم بن الضحاك قال حدثني معاوية بن سفيان المازني قال حدثني إبراهيم بن سويد الحنفي قال : سألت أبا حنيفة وكان لي مكرما ايام إبراهيم قلت : أيهما احب اليك بعد حجة الاء سلام : الخروج إلى هذا أو الحج ؟ فقال : غزوة بعد حجة الاءسلام أفضل من خمسين حجة .


حدثني احمد قال : حدثنا محمد بن إسماعيل بن إسحاق الراشدي قال : حدثنا محمد بن عديس قال : حدثني الحسين بن سلمة الارحبي قال : جاءت امرأة إلى ابي حنيفة أيام إبراهيم فقالت : إن ابني يريد هذا الرجل وانا امنعه فقال : لا تمنعيه .


حدثني احمد بن سعيد قال : حدثنا محمد بن احمد بن عمر بن سميع الازدي قال : حدثنا محمد بن عديس الازدي . قال : سمعت حماد بن اعين يقول : كان أبو حنيفة يحض الناس على الخروج مع إبراهيم ويأمرهم باتباعه .


اخبرني جعفر بن محمد الوراق قال : حدثنا احمد بن يوسف الجعفي قال : حدثنا محمد بن خالد البرقي قال : كان أبو حنيفة يقول في ايام ابراهيم ليبلغه ذلك ! إنما أمر علي عليه السلام الا يجهز على جريح ولا يقتل مدبر في قوم لم يكن لهم فئة يوم الجمل ولم يفعل ذلك بصفين لان القوم كانت لهم فئة .


حدثنا يحيى بن علي قال : حدثنا عمر بن شبة قال : حدثني سليمان بن ابي شيخ قال : خرج معي هارون بن سعد لما ولاه ابراهيم واسطا وبرز إلى القتال عامر ابن عباد بن العوام ويزيد بن هارون والعلاء بن راشد .


اخبرنا يحيى بن علي قال : حدثنا عمر بن شبة قال : حدثني جناب بن الشخشاخ قال : لما خرج إبراهيم اتبعه معاذ بن نصر العنبري .

حدثنا يحيى بن علي قال : حدثنا عمر بن شبة قال : حدثنا عمر بن عون قال : ما زال عباد مستخفيا بالبصرة حتى مات أبو جعفر .

- ص 252 -

حدثنا يحيى قال : حدثنا أبو زيد قال : حدثنا عاصم بن علي قال : قتل في تلك المعركة الحجاج اخو هشيم ومعاوية ابنه .

حدثنا يحيى قال : حدثنا عمر قال : حدثنا عثمان بن الهيثم المؤذن والقحذمي ويونس بن نجدة : ان ابراهيم استقضى عباد بن منصور على البصرة .

حدثنا يحيى قال : حدثنا عمر قال : حدثنا القاسم بن ابي شيبة قال : خرج مع إبراهيم أبو خالد الاحمر .

حدثنا عمر بن عبد الله ويحيى بن علي قالا : حدثنا أبو زيد قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن حكيم قال : حدثني نصر بن مزاحم المنقري قال : خرج مع ابراهيم أبو داود الطهوي . وابو داود هذا ثقة قد روى عنه أبو نعيم والحسن بن الحسين السعدي ،

وغيرهما من المحدثين . أخبرنا عمر ويحيى قالا : حدثنا أبو زيد ، حدثنا عبد الله بن محمد بن حكيم قال : حدثني عباد بن حكيم قال : خرج مع إبراهيم بن عبد الله جنادة بن سويد . فقوده على ثلاثمائة وشهد معه باخمرى وشهد معه المفضل بن محمد الضبي الراوية .


أخبرنا عمر بن عبد الله ، ويحيى قالا : حدثنا أبو زيد قال : حدثنا عقيل بن عمرو الثقفي قال : خرج مع إبراهيم الازرق بن تمة الصريمي متقلدا سيفين ، وكان من اصحاب عمرو بن عبيد .
 

أخبرنا عمر بن عبد الله ، ويحيى بن علي قالا : حدثنا أبو زيد قال حدثني إبراهيم بن سالم ، قال : كان إبراهيم الاسدي ممن سار بابراهيم واتى به ابا جعفر فحقره فقال : انت بريدة ؟ قال : نعم . قال : فاحلف لئن رأيت إبراهيم لتأتيني به فحلف فخلاه فلما ظهر إبراهيم اتاه فقال : إن أبا جعفر احلفني إن رأيتك لآتينه بك . فاشخص بنا إليه .


أخبرنا عمر ، ويحيى قالا : حدثنا أبو زيد قال : حدثني الحسين بن جعفر

- ص 253 -

ابن سليمان الضبي قال : سمعت أخي داود يقول : احصى ديوان إبراهيم من اهل البصرة مائة الف .

أخبرنا عمر ، ويحيى ، قالا : حدثنا أبو زيد قال : حدثني عبد الله بن عبد الوارث قال : حدثني هاشم بن القاسم : انه شهد مع إبراهيم وقعة باخمرى . وهاشم بن قاسم يكنى ابا النضر ، وقد روى عن سفيان الثوري ، وشعبة ابن الحجاج ، ونضر ابنه وهو من ثقات المحدثين .


أخبرنا عمر ، ويحيى قالا : حدثنا عمر بن شبة عن سلم بن فرقد . ان عمر بن عون شهد مع إبراهيم باخمرى وكان من اصحاب هشام ، وروى عنه الحديث .

أخبرنا عمر ويحيى ، قالا : حدثنا أبو زيد قال : حدثنا القاسم بن أبي شيبة قال حدثنا محمد بن بشر قال : كنت عند سفيان الثوري ايام إبراهيم فجعل يقول واعجبا لاقوام يريدون الخروج لمن يخرج . وقد خرج قوم لم يكونوا يرون الخروح . قال :

وخرج مع إبراهيم من اصحاب سفيان مؤمل ، وحنبص ومؤمل هذا يقال له : مؤمل بن إسماعيل . حدثنا عمر ويحيى ، قالا : حدثنا أبو زيد قال : سألت ابا نعيم عن حنبص هذا فقال : كان خليلا من اصحاب سفيان . وفيه يقول الشاعر : ( ياليت قومي

كلهم حنابصا ) قال أبو زيد : وحدثني إبراهيم بن سلم قال : حدثني ابن هراسة قال : قتل مع إبراهيم بن عبد الله صاحبان كانا لسفيان الثوري كانا من خاصته .


أخبرنا عمر ويحيى ، قالا : حدثنا أبو زيد قال : حدثني عبد الله بن محمد

- ص 254 -

ابن حكيم قال : خرج مع إبراهيم داود بن المبارك الهمداني عم ابي حيي فقتل في المعركة .

أخبرنا عمر ، ويحيى قالا : حدثنا أبو زيد قال : حدثني خلاد الارقط قال : حدثني عمر بن النضر قال : قتل إبراهيم وانا بالكوفة ، فأتيت الاعمش بعد قتله فقال : أهاهنا احد تنكرونه ؟ قلنا لا : قال : فإن كان هاهنا احد تنكرونه فأخرجوه إلى نار الله

ثم قال : أما والله لو اصبح اهل الكوفة على مثل ما ارى لسرنا حتى ننزل بعقوته - يعني أبا جعفر - فإذا قال لي : ما جاء بك يا اعمش ؟ قلت : جئت لابيد خضراءك أو تبيد خضرائي ، كما فعلت بابن رسول الله صلى الله عليه وآله . حدثني أبو عباد

الصيرفي قال : سمعت محمد بن علي بن خلف العطار ، يقول : لما قتل إبراهيم بن عبد الله قال سفيان الثوري : ما اظن الصلاة تقبل إلا أن الصلاة خير من تركها .


أخبرني علي بن العباس المقانعي قال : حدثنا علي بن احمد البناني قال : سمعت محمد بن خلف العطار يقول . لما قتل إبراهيم بن عبد الله ، قال سفيان صاحب أبي السرايا لعامر بن كثير السراج : خرجت مع إبراهيم بن عبد الله بن الحسن ؟ قال : نعم :

قال أبو الفرج : وجدت في كتابي الذي دفعه إلى عيسى بن الحسين عن احمد ابن الحرث الخزاز عن المدائني : خرج أبو محمد البريدي المؤدب مع إبراهيم بن عبد الله ، وانهزم فيمن انهزم . ومن مختار ما رثى به إبراهيم بن عبد الله قول غالب بن عثمان الهمداني :

وقتيل باخمرى الذي * نادى فأسمع كل شاهد
قاد الجنود إلى الجنو * د تزحف الاسد الحوارد

بالمرهفات وبالقنا * والمبرقات وبالرواعد

- ص 255 -

فدعا لدين محمد * ودعوا إلى دين بن صايد
فرماهم بلبان أب‍ * لق سابق للخيل سائد

بالسيف يفري مصلتا * هاماتهم بأشد ساعد
فأتيح سهم قاصد * لفؤاده بيمين جاحد

فهوى صريعا للجبي‍ * ن وليس مخلوق بخالد
وتبددت أنصاره * وثوى بأكرم دار واحد

نفسي فداؤك من صري‍ * ع غير ممهود الوسائد
وفدتك نفسي من غري‍ * ب الدار في القوم الاباعد

أي امرئ ظفرت به * أبناء أبناء الولائد
فأولئك الشهداء والص‍ * بر الكرام لدى الشدائد

ونجار يثرب والابا * طح حيث معتلج العقائد
أقوت منازل ذي طوى * فبطاح مكة فالمشاهد

والخيف منهم فالجما * ر بموقف الظعن الرواشد
فحياض زمزم فالمقا * م فصادر عنها ووارد

فسويقتان فينبع * فبقيع يثرب ذي اللحائد
أمست بلاقع من بني ال‍ * حسن بن فاطمة الا راشد

قال أبو زيد : وقال غالب ايضا :

كيف بعد المهدي أو بعد إبرا * هيم نومي على الفراش الوثير
وهم الذائدون عن حرم الإس‍ * لام والجابرون عظم الكسير

حاكموهم لما تولوا إلى الل‍ * ه لمصقولة الشفار الذكور
وأشاحوا للموت محتبسي الان‍ * فس لله ذي الجلال الكبير

أفردوني أمشي بأعضب مجبو * با سنامي والحرب ذات زفير

- ص 256 -

غيل فيها فوارسي ورجالي * بعد عز وذل فيها نصيري
ليتني كنت قبل وقعة باخم‍ * رى توفيت عدتي من شهوري

وليالي من سنى البواقي * وتكملت عدة التعمير
كنت فيمن ثوى ثويت تعود الط * ير لحمى مبين التعفير

ومجال الخيلين منا ومنهم * وأكف تطير كل مطير
قول مستبسل يرى الموت في * الله رباحا رئبال غاب عقير

قد تلبثت بالمقادير عنهم * ملبث الرائحين عن ذي البكور
إذ هم يعثرون ، في حلق الاو * داج حولي في قسطل مستدير


آخر مقتله صلوات الله عليه ولعن قاتله .
 

 

مكتبة الشبكة

الصفحة التالية

الصفحة السابقة

فهرس الكتاب