* ( ذكر السبب في أخذ عبد الله بن
الحسن ) *
ابن الحسن وأهله وحبسهم بسبب محمد بن عبد الله ومقتل من قتل
منهم
أخبرني عمر بن عبد الله العتكي
قال : حدثنا عمر بن شبة قال : حدثني عبد الملك بن شيبان بن عبد الملك بن مالك
بن مسمع قال : لهجت العوام بمحمد بن عبد الله تسميه المهدي حتى كان يقال : محمد
بن عبد الله المهدي عليه ثياب يمنية وقبطية .
حدثني عمر قال : حدثني الوليد بن هشام بن محمد
قال : حدثني سهل بن بشر قال : سمعت سفيان يقول : ليت هذا المهدي قد خرج يعني
محمد بن عبد الله ابن الحسن .
أخبرني عمر بن عبد الله العتكي قال : حدثنا عمر
بن شبة قال : حدثنا الفضل ابن عبد الرحمن الهاشمي وابن داجة . قال أبو زيد :
وحدثني عبد الرحمن بن عمرو ابن جبلة قال : حدثني الحسن بن ايوب مولى بني نمير
عن عبد الاعلى بن اعين قال
وحدثني إبراهيم بن محمد بن أبي الكرام الجعفري عن ابيه .
وحدثني محمد بن يحيى وحدثني عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي قال :
حدثني أبي وقد دخل حديث بعضهم في حديث اخرين : ان جماعة من بني هاشم اجتمعوا
بالابواء وفيهم
إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس وابو جعفر
المنصور وصالح بن علي وعبد الله بن الحسن بن الحسن وابناه محمد وإبراهيم ومحمد
بن عبد الله بن عمرو ابن عثمان . فقال صالح بن علي : قد علمتم انكم الذين تمد
الناس اعينهم إليهم وقد جمعكم الله في هذا الموضع فاعقدوا بيعة لرجل منكم
تعطونه إياها من انفسكم وتواثقوا على
ذلك حتى يفتح الله وهو خير الفاتحين . فحمد الله عبد الله بن
الحسن واثنى عليه ثم قال : عد علمتم ان ابني هذا هو المهدي فهلموا فلنبايعه .
وقال أبو جعفر : لاي شئ تخدعون انفسكم ووالله لقد علمتم ما الناس إلى احد اطول
اعناقا ولا اسرع إجابة
منهم إلى هذا الفتى - يريد محمد بن عبد الله . قالوا : قد -
والله - صدقت إن هذا لهو الذي نعلم . فبايعوا جميعا محمدا ومسحوا على يده . قال
عيسى : وجاء رسول عبد الله بن الحسن إلى أبي ان ائتنا فاننا مجتمعون لامر وارسل
بذلك إلى جعفر
بن محمد - عليهما السلام - هكذا قال عيسى . وقال غيره : قال
لهم عبد الله بن الحسن : لا نريد جعفرا لئلا يفسد عليكم امركم قال عيسى :
فأرسلني ابي انظر ما اجتمعوا عليه . وارسل جعفر بن محمد عليه السلام محمد بن
عبد الله الارقط بن علي بن
الحسين فجئناهم فإذا بمحمد بن عبد الله يصلي علي طنفسة رجل
مثنية ، فقلت : ارسلني ابي اليكم لاسألكم لاي شئ اجتمعتم فقال عبد الله :
اجتمعنا لبنايع المهدي محمد بن عبد الله . قالوا : وجاء جعفر بن محمد فأوسع له
عبد الله بن الحسن إلى جنبه
فتكلم بمثل كلامه فقال جعفر : لا تفعلوا فان هذا الامر لم يأت
بعد إن كنت ترى - يعني عبد الله - أن ابنك هذا هو المهدي فليس به ولا هذا اوانه
وإن كنت إنما تريد ان تخرجه غضبا لله وليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فانا
والله لا ندعك وانت
شيخنا ونبايع ابنك . فغضب عبد الله وقال : علمت خلاف ما تقول
ووالله ما اطلعك الله على غيبه ولكن يحملك على هذا الحسد لابني . فقال : والله
ما ذاك يحملني ولكن هذا وإخوته وابناؤهم دونكم وضرب بيده على ظهر ابي العباس ثم
ضرب بيده على كتف عبد الله بن الحسن وقال : إنها
والله ماهي اليك ولا إلى ابنيك ولكنها لهم . وإن ابنيك
لمقتولان . ثم نهض وتوكأ على يد عبد العزيز بن عمران الزهري. فقال : ارايت صاحب
الرداء الاصفر - يعني ابا جعفر - ؟ قال : نعم قال فانا والله نجده يقتله . قال
له عبد العزيز : ايقتل
محمدا ؟ قال : نعم . قال : فقلت في نفسي : حسده ورب الكعبة .
قال : ثم والله ما خرجت من الدنيا حتى رايته قتلهما . قال : فلما قال جعفر ذلك
انفض القوم فافترقوا ولم يجتمعوا بعدها . وتبعه عبد الصمد وابو جعفر فقالا يا
ابا عبد الله اتقول
هذا ؟ قال : نعم اقوله والله واعلمه حدثني علي بن العباس المقانعي قال :
اخبرنا بكار بن احمد قال . حدثنا الحسن بن الحسين عن عنبسة بن نجاد العابد قال
. كان جعفر بن محمد إذا رأى محمد ابن عبد الله بن حسن تغرغرت عيناه ثم يقول .
بنفسي هو إن الناس ليقولون فيه إنه المهدي وإنه لمقتول ليس هذا في كتاب ابيه
علي من خلفاء هذه الامة .
اخبرني عمر بن عبد الله قال . حدثنا عمر بن شبة
قال . حدثني جعفر بن محمد بن إسماعيل الهاشمي قال : حدثني ابي عن أبيه قال :
كنت انا وجعفر متكئين في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله إذ وثب فزعا إلى
رجل على بغل ، فوقف معه ناحية واضعا يده على معرفة البغل ثم رجع فسألته عنه
فقال : إنك لجاهل به هذا محمد بن عبد الله مهدينا أهل البيت .
أخبرني عمر بن عبد الله قال : حدثنا عمر بن شبة
قال : حدثني غير واحد من أصحابنا : أن محمدا دعا عمرو بن عبيد فاعتل عليه وكان
عمرو حسن الطاعة في المعتزلة خلع نعله فخلع ثلاثون الفا نعالهم وكان أبو جعفر
يشكر ذلك له وكان عمرو يقول : لا ابايع رجلا حتى اختبر عدله .
حدثني احمد بن إسماعيل قال : حدثني يحيى بن الحسن
قال : حدثنا غسان عن أبيه عن عبد الله بن موسى عن عبد الله بن سعد الجهني قال :
بايع أبو جعفر محمدا مرتين ، أنا حاضر إحداهما بمكة في المسجد الحرام فلما
خرج امسك له بالركاب . ثم قال : أما إنه إن أفضى اليكما الامر
نسيت لي هذا الموقف .
أخبرني عمر بن عبد الله قال : حدثنا عمر بن شبة
قال : حدثني محمد بن إسماعيل ، قال : حدثني عبد العزيز بن عمران ، قال : حدثني
عبد الله بن أبي عبيدة ابن محمد بن عمار بن ياسر قال : لما استخلف أبو جعفر لم
يكن همه إلا طلب محمد
والمسألة عنه وعما يريد فدعا بني هاشم رجلا رجلا فسألهم في خلوة فكلهم
يقول : يا امير المؤمنين إنك قد عرفته يطلب هذا الشأن قبل هذا اليوم وهو يخافك
على نفسه ولا يريد لك خلافا ولا يحب لك معصية إلا الحسن بن زيد فانه اخبره خبره
وقال : والله ما آمن وثوبه عليك والله لا ينام عنك فرأيك . قال ابن ابي عبيدة :
فأيقظ من لا ينام .
حدثني عمر قال : أخبرنا عمر بن شبة قال : حدثني
محمد بن إسماعيل قال : سمعت القاسم بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان يقول
: أخبرني محمد بن وهب السلمي عن أبي - يعني محمد بن عبد الله العثماني - أن أبا
جعفر سأل عبد الله ابن
الحسن عن ابنيه عام حج ، فقال له فيهما مقالة الهاشميين
فأخبره انه غير راض أو يأتيه بهما . قال محمد بن إسماعيل : فحدثتني امي عن
ابيها قال : إني قلت لسليمان : يا اخي صهري صهري ، ورحمي رحمي فما ترى ؟ فقال :
والله لكأني ارى
عبد الله بن علي حين احال أبو جعفر الستر بيننا وبينه وهو
يقول لنا هذا ما فعلتم بي ولو كان عافيا عفا عن عمه قال فقبل رأيه . قال وكان
آل عبد الله يرونها صلة من سليمان لهم .
أخبرني عمر بن عبد الله قال : حدثنا عمر بن شبة
قال : حدثنا محمد بن اسماعيل قال : حدثنا الحسن بن علي بن الحسن بن الحسن قال :
اختصم بنو عبد الله ، وعبيدالله ابني العباس في صدقة العباس التي تدعى السعاية
بينبع ، فشهد محمد بن عبد الله بن الحسن عند القاضي عثمان بن عمرو التيمي أن
ولايتها
كانت لبني عبد الله فأتى داود بن علي محمدا فقال : والله ما
ادري ما اكافيك غير انكم تحدثون - وذلك باطل - انك ستلي هذه الامة . ونتحدث -
وذلك حق - ان سيكون منا الخليفة وأئت إلى المدينة فإذا جاءك رسولي وانت في تنور
فلا تخرج إلى منة.
أخبرني عمر بن عبد الله قال : حدثنا عمر بن شبة
قال : حدثني محمد بن عباد المهلبي عن السندي بن شاهك قال : حدثني عيسى بن عبد
الله عن محمد بن عمران عن عقبة بن سلم : أن ابا جعفر دعاه فسأله عن اسمه ؟ فقال
: عقبة بن سلم بن نافع من
الازد . من بني هناءة . فقال : إني لارى لك همة وموضعا وإني
اريدك لامر انا معنى به . قال : ارجو ان اصدق ظن أمير المؤمنين . قال : فأخف
شخصك وائتني في يوم كذا . فأتيته فقال : إن بني عمنا هؤلاء قد ابوا إلا كيدا
لملكنا ولهم شيعة
بخراسان بقرية كذا يكاتبونهم ، ويرسلون إليهم بصدقات والطاف
فاخرج بكسي والطاف حتى تأتيهم متنكرا بكتاب تكتبه عن اهل القرية ثم تسير
ناحيتهم فان كانوا نزعوا عن رأيهم فأحبب والله بهم واقرب وإن كانوا على رأيهم
علمت ذلك وكنت على
حذر منهم فاشخص حتى تلقى عبد الله بن الحسن متخشعا فان جبهك
وهو فاعل فاصبر وعاوده ابدا حتى يأنس بك فإذا ظهر لك ما قبله فاعجل علي . ففعل
ذلك وفعل به حتى آنس عبد الله بناحيته فقال له عقبة : الجواب فقال . أما الكتاب
فاني لا
اكتب إلى احد ولكن انت كتابي إليهم فاقرأهم السلام واخبرهم ان
ابني خارج لوقت كذا وكذا ، فشخص عقبة حتى قدم على أبي جعفر فأخبره الخبر . قال
أبو زيد . وقال لي محمد بن إسماعيل . وسمعت جدي موسى بن عبد الله وجماعة من اهل
الحرمة لعبدالله بن الحسن يذكرون . انه قدم عليهم فاكتنى ابا
عبد الله ، وانتسب إلى اليمن ، وكان يقرئ ابني محمد ويرويهم الشعر ما رأينا
رجلا كان اصبر من الرياء على ما كان يصبر عليه لا ينام الليل ولا يفطر النهار
قال موسى . ثم سألني يوما عن شئ من امرنا ؟ فقلت لابي . اعلم والله انه عين
فأمره بالشخوص فهو الذي لم يخف عن ابي جعفر شيئا من أمرنا .
حدثني أبو زيد . وحدثني محمد بن يحيى قال . حدثني
الحرث بن إسحاق قال . سئل أبو جعفر لما حج عبد الله بن الحسن عن ابنيه ؟ فقال .
لا علم لي بهما حتى تغالظا فأمصه أبو جعفر فقال . يا ابا جعفر بأي امهاتي تمصني
أبفاطمة بنت رسول الله
صلى الله عليه وآله أم فاطمة بنت الحسين أم خديجة بنت خويلد
ام ام إسحاق بنت طلحة ؟ ! قال ولا بواحدة منهن ولكن بالجرباء بنت قسامة بن
رومان ، فوثب المسيب بن إبراهيم فقال . يا امير المؤمنين . دعني اضرب عنق ابن
الفاعلة فقام زياد بن عبد الله فألقى عليه رداءه ، فقال . يا امير المؤمنين هبه
لي فأنا استخرج لك ابنيه فخلصه منه . قال أبو زيد .
وحدثني محمد بن عباد عن السندي بن شاهك قال :
حدثني بكر بن عبد الله مولى آل أبي بكر قال : حدثني علي بن رياح اخو إبراهيم بن
رياح عن صالح صاحب المصلى قال : إني لواقف على رأس أبي جعفر وهو يتغذى بأوطاس
وهو متوجه إلى مكة
ومعه على مائدته عبد الله بن الحسن وابو الكرام وجماعة من بني
العباس فأقبل على عبد الله بن الحسن فقال : يا ابا محمد ، محمد وإبراهيم اراهما
قد استوحشا من ناحيتي وإني لاحب ان يأنسابي ويأتياني فأصلهما وازوجهما واخلطهما
بنفسي قال :
وعبد الله يطرق طويلا ثم يرفع رأسه فيقول : وحقك يا امير
المؤمنين مالي بهما ولا بموضعهما من البلاد علم ولقد خرجا عن يدي فيقول : لا
تفعل اكتب اليهما وإلى من يوصل كتابك اليهما . قال . وامتنع أبو جعفر من عامة
غذائه ذلك اليوم إقبالا على
عبد الله بن الحسن وعبد الله يحلف أنه لا يعرف موضعهما ، وابو
جعفر يكرر عليه . لا تفعل يا ابا محمد . لا تفعل يا ابا محمد . قال . وكان سبب
هرب محمد من ابي جعفر ان ابا جعفر كان عقد له في ناس من المعتزلة . قال السندي
بن شاهك في حديثه : قال أبو جعفر لعقبة بن سلم :
إذا فرغنا من الطعام فلحظتك لحظة فامثل بين يدي عبد الله فانه
سيصرف بصره عنك فاستدر حتى تغمز ظهره بإبهام رجلك حتى يملا عينيه منك ثم حسبك
وإياك ان يراك ما دام يأكل ففعل عقبة ذلك فلما رآه عبد الله وثب حتى جثا بين
يدي ابي جعفر فقال . اقلني يا امير المؤمنين اقالك الله قال . لا أقالني الله
إن اقلتك ثم أمر بحبسه .
أخبرني عمر بن عبد الله قال . حدثنا عمر بن شبة
قال : حدثني ايوب بن عمر بن ابي عمرو قال . أخبرني محمد بن خالد المخزومي قال .
حدثني ابي قال . اخبرني العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس قال . لما
حج أبو جعفر في سنة
اربعين ومائة اتاه عبد الله والحسن ابنا الحسن فانهما وإياي
لعنده وهو مشغول بكتاب ينظر فيه إذ تكلم المهدي فلحن ، فقال عبد الله . يا امير
المؤمنين ألا تأمر بهذا من يعدل لسانه فانه يفعل كما تفعل الامة ؟ قال . فلم
يفهم ، وغمزت عبد الله فلم ينتبه
وعاد لابي جعفرفأ حفظ من ذلك وقال له . اين ابنك ؟ قال . لا
ادري قال لتأتيني به . قال . لو كان تحت قدمي ما رفعتهما عنه قال . يا ربيع قم
به إلى الحبس .
اخبرني عمر قال . حدثنا عمر ( بن ) شبة قال .
حدثني محمد بن يحيى عن الحرث ابن إسحاق قال . حبس أبو جعفر عبد الله ( بن )
الحسن في دار مروان في البيت الذي عن يمين الداخل والقى تحته ثلاث حقائب من
حقائب الاءبل محشوة تبنا ، وشخص أبو جعفر وعبد الله محبوس فأقام في الحبس ثلاث
سنين .
حدثني محمد بن الحسين الاشناني قال . حدثنا
الحسين بن الحكم قال . حدثنا الحسن بن الحسين قال : حدثني يحيى بن مساور عن
يحيى بن عبد الله بن الحسن قال : لما حبس أبي عبد الله بن الحسن واهل بيته جاء
محمد بن عبد الله إلى أمي فقال : يا
ام يحيى ادخلي على ابي السجن وقولي له : يقول لك محمد بأنه
يقتل رجل من آل محمد خير من ان يقتل بضعة عشر رجلا قالت : فأتيته فدخلت عليه
السجن فإذا هو متكئ على برذعة في رجله سلسلة قالت : فجزعت من ذلك فقال : مهلا
يا أم يحيى
فلا تجزعي فما بت ليلة مثلها قالت : فأبلغته قول محمد قالت :
فاستوى جالسا ثم قال حفظ الله محمدا، لا ولكن قولي له فليأخذ في الارض مذهبا
فوالله ما يحتج عند الله غدا إلا أنا ، خلقنا وفينا من يطلب هذا الامر .
حدثني احمد بن محمد بن سعيد قال: اخبرنا يحيى بن
الحسن قال حدثنا غسان ابن أبي غسان مولى من بني ليث قال حدثني ابي عن الحسن بن
زيد قال : دخلنا على عبد الله بن الحسن بن الحسن بعثنا إليه رياح يكلمه في امر
ابنيه فإذا به على حقيبة في
بيت فيه تبن فتلكم القوم حتى إذا فرغوا من كلامهم اقبل علي
فقال : يا ابن اخي والله لبليتي اعظم من بلية إبراهيم صلى الله عليه وآله إن
الله عزوجل أمر إبراهيم ان يذبح ابنه وهو لله طاعة قال إبراهيم : ( إن هذا لهو
البلاء المبين ) وإنكم جئتموني
تكلموني في ان آتي بابني هذا الرجل فيقتلهما وهو لله جل وعز
معصية فوالله يابن اخي لقد كنت على فراشي فما يأتيني النوم وإني على ما ترى
اطيب نوما . فأقام عبد الله في الحبس ثلاث سنين .
أخبرني عمر بن عبد الله قال : حدثني عمر بن شبة
قال حدثني ايوب بن عمر قال : حدثني الزبير بن المنذر مولى عبد الرحمن بن العوام
قال كان لرياح بن عثمان صاحب يقال له ابوا لبختري ، فحدثني ان رياحا لما دخلها
اميرا قال : يا ابا البختري هذه
دار مروان اما والله إنها لمحلال مظعان ثم قال لي : يا ابا
البختري خذ بيدي حتى ندخل على هذا الشيخ فأقبل متكئا علي حتى وقف على عبد الله
بن الحسن فقال ايها الشيخ إن امير المؤمنين والله ما استعملني لرحم قرابة ولا
ليد سبقت مني إليه والله لا
تتلعب بي كما تلعبت بزياد وابن القسري والله لازهقن نفسك أو
لتأتيني بابنيك محمد وابراهيم. قال : فرفع إليه رأسه وقال: نعم اما والله إنك
لازيرق قيس المذبوح فيها كما تذبح الشاة . قال : فانصرف والله رياح آخذا بيدي
أجد برد يده وإن رجليه ليخطان
مما كلمه . قال : قلت : إن هذا والله ما اطلع على علم الغيب .
قال : إيها ويلك والله ما قال إلا ما سمع . قال : فذبح والله كما تذبح الشاة .
أخبرني عمر بن عبد الله قال :
حدثنا عمر بن شبة قال حدثني محمد بن يحيى عن الحرث ابن إسحاق قال لم يزل بنو
الحسن محبوسين عند رياح حتى حج أبو جعفر سنة اربع واربعين ومائة ، فتلقاه رياح
بالربذة فرده إلى المدينة وامره باشخاص بني
الحسن إليه وباشخاص محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان وهو
اخو بني حسن لامهم جميعا فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب فأرسل إليه رياح
وكان بماله ببدر فحدره إلى المدينة .
أخبرني عمر قال : حدثني عمر بن شبة قال حدثني
عيسى بن عبد الله قال : حدثني علي بن عبيدالله بن محمد بن عمر بن علي قال :
حضرت باب رياح في المقصورة فقال الآذن : من كان هاهنا من بني الحسن فليدخل .
فقال لي عمي عمر بن محمد : انظر ما يصنع بالقوم . قال : فدخلوا من باب المقصورة
وخرجوا من باب مروان .
أخبرني عمر بن عبد الله قال: حدثنا أبو زيد قال :
حدثني عيسى بن عبد الله قال : حدثني عبد الله بن عمران بن ابي فروة قال : الذي
حدرهم إلى الربذة أبو الازهر . قال أبو الفرج علي بن الحسين الاصبهاني : حدثني
احمد بن عيسى العجلي
ومحمد بن الحسين الاشناني وعلي بن العباس المقانعي قالوا :
حدثنا عباد بن يعقوب قال : اخبرني الحسين بن زيد بن علي . وحدثني احمد بن الجعد
قال : حدثنا عبد الله بن مروان بن معاوية الفزاري قال : حدثنا الحسين بن زيد.
واخبرني عمر ابن
عبد الله قال : حدثنا عمر بن شبة قال : حدثني ابن زبالة عن الحسين بن زيد
واخبرني إسماعيل بن محمد المزني قال : حدثنا أبو غسان قال : حدثنا الحسين بن
زيد . وقد دخل حديث بعضهم في حديث الآخرين قال : إني لواقف بين القبر والمنبر
إذ رأيت بني الحسن يخرج بهم من دار مروان مع ابي الازهر يراد بهم
الربذة فأرسل إلي جعفر بن محمد فقال : ما وراءك ؟ قلت : رايت
بني الحسن يخرج بهم في محامل. فقال : اجلس . فجلست . قال : فدعا غلاما له ثم
دعا ربه كثيرا ثم قال لغلامه: اذهب فإذا حملوا فأت فأخبرني . قال : فأتاه
الرسول
فقال : قد اقبل بهم . فقام جعفر فوقف وراء ستر شعر ابيض من
ورائه فطلع بعبدالله بن الحسن وإبراهيم بن الحسن وجميع اهلهم كل واحد منهم معاد
له مسود فلما نظر إليهم جعفر ابن محمد هملت عيناه حتى جرت دموعه على لحيته ثم
اقبل علي
فقال : يا ابا عبد الله والله لا تحفظ لله حرمة بعد هذا، والله ما وفت
الانصار ولا ابناء الانصار لرسول الله صلى الله عليه وآله بما اعطوه من البيعة
على العقبة. ثم قال جعفر : حدثني ابي عن ابيه عن جده عن علي بن ابي طالب ان
النبي صلى الله عليه
وآله قال له : " خذ عليهم البيعة بالعقبة " فقال كيف آخذ
عليهم ؟ قال : خذ عليهم يبايعون الله ورسوله قال ابن الجعد في حديثه على ان
يطاع الله فلا يعصى . وقال الآخرون : على ان تمنعوا رسول الله وذريته مما
تمنعون منه انفسكم وذراريكم . قال :
فوالله ما وفوا له حتى خرج من بين اظهرهم ثم لا احد يمنع يد لامس اللهم
فاشدد وطأتك على الانصار .
أخبرني عمر بن عبد الله قال : حدثنا عمر بن شبة
قال : حدثني عثمان بن المنذر قال : لما ان خرج ببني الحسن قام ابن حصين فقال :
ألا رجل أو رجلان يعاقداني على هؤلاء القوم ؟ فوالله لاقطعن بهم الطريق فلم
يجبه احد .
أخبرني عمر قال : حدثني أبو زيد قال : حدثنا
القحدمي قال : حدثني عبد الله بن عثمان عن محمد بن هاشم بن البريد مولى معاوية
قال : كنت بالربذة فأتى ببني الحسن مغلولين معهم العثماني كأنه خلق من فضة
فأقعدوا فلم يلبثوا ان خرج رجل من
عند ابي جعفر المنصور فقال : اين محمد بن عبد الله العثماني ؟
فقام فدخل فلم نلبث ان سمعنا وقع السياط . قال : فأخرج كأنه زنجي قد غيرت
السياط لونه واسالت دمه واصاب سوط منها إحدى عينيه فسالت واقعد إلى جنب اخيه
عبد الله ابن الحسن فعطش فاستسقى . فقال عبد الله بن الحسن : من يسقي ابن رسول
الله
صلى الله عليه وآله وسلم ماء ؟ فتحاماه الناس وجاءه خراساني
بماء فسلمه إليه فشرب ثم لبث هنيهة فخرج أبو جعفر في محمل والربيع معادله .
فقال عبد الله بن الحسن : يا ابا جعفر والله ما هكذا فعلنا بأسراكم يوم بدر .
فأخسأه أبو جعفر وثقل عليه ومضى ولم يعرج .
اخبرني عمر بن عبد الله قال : حدثنا عمر بن شبة
قال : حدثني عيسى قال حدثني مسكين بن عمرو قال : قال أبو جعفر له . اليس ابنتك
التي تختضب للزناء ؟ قال . لو عرفتها علمت انها كما تسرك من نساء قومك . قال .
يا ابن الفاعلة . قال . يا
ابا جعفر اي نساء الجنة تزني ؟ افاطمة بنت رسول الله صلى الله
عليه وآله ؟ ام فاطمة بنت الحسين ام خديجة بنت خويلد ؟ قال . فضربه ثم شخص به .
قال أبو زيد . وحدثني محمد بن ابي حرب انه قال له . اليس ابنتك تحت ابن عبد
الله ؟ قال .
بلى ولا عهد لي به إلا بمنى في سنة كذا وكذا . قال . فهل رايت
ابنتك تمتشط وتختضب ؟ قال . نعم . قال فهي إذن فاعلة ؟ قال . مه يا امير
المؤمنين اتقول هذا لابنة عمك ؟ قال . يا ابن اللخناء . قال . اي امهاتي تلخن ؟
قال . يابن الفاعلة . ثم ضرب وجهه .
اخبرني عمر بن عبد الله قال حدثنا أبو بكر - يريد
عمر بن شبة - قال . حدثنا ابن عائشة قال . اراد أبو جعفر ان يغيظ عبد الله بن
الحسن فضرب العثماني وجعل بعيره امام بعير عبد الله فكان إذا رأى ظهره واثر
السياط فيه يجزع .
اخبرني عمر قال . حدثنا أبو زيد قال . حدثني موسى
بن سعيد عن ابيه قال . لما ضرب محمد العثماني لصق رداؤه بظهره فجف فأرادوا ان
يخلصوه ، فصاح عبد الله بن الحسن . لا ثم دعا بزيت فأمر به فطلى به الرداء ثم
سلوه سلا .
اخبرنا عمر قال . حدثنا أبو زيد قال . حدثني عيسى
قال . حدثني سليمان
ابن دواد بن الحسن قال . ما رايت عبد الله جزع من شئ إلا يوما
واحدا فان بعير محمد بن عبد الله انبعث به وهو غافل لم يتأهب له وفي رجليه
سلسلة وفي عنقه زمارة فهوى وعلقت الزمارة بالمحمل فرأيته منوطا بعنقه يضطرب
ورايت عبد الله ابن حسن جزع وبكى بكاء شديدا .
اخبرني عمر بن عبد الله قال حدثنا أبو زيد قال .
حدثني عيسى بن زيد قال حدثني صاحب محمد بن عبد الله . ان محمدا وإبراهيم كانا
يأتيان اباهما معتمين في هيئة الاعراب فيستأذنانه في الخروج فيقول . لا تعجلا
حتى تملكا ويقول . إن منعكما أبو جعفر ان تعيشا كريمين فلا يمنعكما ان تموتا
كريمين .
اخبرني عمر قال ، حدثنا عمر بن شبة قال ، حدثني
موسى بن عبد الله عن ابيه عن جده قال ، لما صرنا بالربذة ارسل أبو جعفر إلى ابي
، ان ارسل إلي احدكم واعلم انه غير عائد اليك ابدا ، قال فابتدره بنو اخيه
يعرضون عليه انفسهم فجزاهم
خيرا وقال ، انا اكره ان افجعهم بكم ولكن اذهب انت يا موسى ،
قال ، فذهبت وانا يومئذ حديث السن فلما نظر إلي قال ، لا انعم الله بك عينا ،
السياط يا غلام فضربت والله حتى غشى علي قال ، فما ادري بالضرب قال ، فرفعت
السياط واستقربني
فقربت منه فقال ، اتدري ما هذا ؟ هذا فيض فاض مني فأفرغته
عليك منه سجلا لم استطع رده ومن ورائه والله الموت أو تفتدي منه ، قلت ، يا
امير المؤمنين والله مالي ذنب وإني لمنعزل من هذا ، قال ، انطلق فأتني بأخويك ،
قال : تبعثني إلى
رياح فيضع على العيون والرصد فلا اسلك طريقا إلا اتبعني له
رسول ، ويعلم ذلك اخواي فيهربان مني ، فكتب إلى رياح لا سلطان لك على موسى ،
وارسل معي حرسا امرهم ان يكتبوا إليه بخبري .
قال أبو زيد : وحدثني عمر بن شبة قال : حدثني
محمد بن إسماعيل قال : حدثني موسى ، قال : ارسل ابي إلى ابي جعفر : إني كاتب
إلى محمد ، وإبراهيم
فأرسل موسى عسى أن يلقاهما ، وكتب اليهما أن يأتياه ، وقال لي
ابلغهما عني فلا يأتيا ابدا وإنما أراد ان يفلتني من يده وكان أرق الناس علي ،
وكنت اصغر ولد هند ، وارسل اليهما :
يا بني أمية إني عنكما غان * وما
الغنى غير أني مرعش فان
يا بني أمية إلا ترحما كبري * فإنما أنتما والثكل مثلان
أخبرني عمر ، قال : حدثنا أبو زيد قال : حدثني
عبد الله بن راشد بن بريد قال : سمعت الجراح بن عمر وغيره يقولون : لما قدم
بعبدالله بن الحسن وأهله مقيدين ، وأشرف بهم على النجف ، قال لاصحابه : أما
ترون في هذه القرية من يمنعنا من هذا
الطاغية ؟ قال . فلقيه ابنا اخي الحسن وعلي مشتملين على سيفين
، فقالا له : قد جئناك يابن رسول الله فمرنا بالذي تريد . فقال : قد قضيتما ما
عليكما ولن تغنيا في هؤلاء شيئا فانصرفا .
أخبرني عمر قال : حدثنا أبو زيد قال : حدثنا
إبراهيم ، قال : حبسهم أبو جعفر في قصر لابن هبيرة في شرقي الكوفة مما يلي
بغداد .
أخبرني عمر قال : اخبرنا أبو
زيد قال : حدثني عبد الملك بن شيبان قال : حدثني إسحاق بن عيسى عن ابيه قال .
أرسل إلى عبد الله بن الحسن ، وهو محبوس فاستأذنت أبا جعفر في ذلك فأذن لي
فلقيته فاستسقاني ماء باردا ، فأرسلت إلى منزلي فأتى
بقلة فيها ماء وثلج فانه ليشرب إذ دخل أبو الازهر فأبصره يشرب
القلة وهي على فيه فضرب القلة برجله فألقى ثنييه ، فأخبرت ابا جعفر فقال . اله
عن هذا يا أبا العباس .
أخبرني عمر بن عبد الله قال حدثنا أبو زيد قال .
حدثني عيسى - يعني ابن عبد الله - قال . حدثنا عبد الله بن عمران قال حدثني أبو
الازهر قال قال لي عبد الله ابن الحسن . أبغي حجاما فقد احتجت إليه فاستأذنت
أمير المؤمنين في ذلك فقال . يأتيه حجام مجيد .
أخبرني عمر قال حدثنا أبو زيد
قال . حدثني الفضل بن عبد الرحمن قال . حدثني أبي قال . مات ميت من آل الحسن
وهم بالهاشمية محبوسون فأخرج عبد الله ابن الحسن يرسف في قيوده ليصلي عليه .
أخبرني عمر قال . حدثنا أبو زيد قال . حدثني عيسى
قال . حدثني مسكين ابن عمرو قال . ضرب أبو جعفر عنق العثماني ، ثم بعث برأسه
إلى خراسان وبعث معه بقوم يحلفون ان محمد بن عبد الله بن فاطمة بنت رسول الله
صلى الله عليه وآله
أخبرني عمر قال . حدثنا أبو زيد قال . حدثني عيسى
قال . حدثني عبد الرحمن بن عمران بن ابي فروة قال . كنا نأتي ابا الازهر
بالهاشمية انا والشعباني وكان أبو جعفر يكتب إليه " من عبد الله امير المؤمنين
إلى أبي الازهر ومولاه " ويكتب إليه
أبو الازهر . " إلى أبي جعفر من أبي الازهر عبده " فلما كان
ذات يوم ونحن عنده وكان أبو جعفر قد ترك له ثلاثة أيام لا يبوء بها وكنا نخلو
معه في تلك الايام فأتاه كتاب من أبي جعفر فقرأه ودخل إلى بني الحسن وهم
محبوسون فتناولت الكتات
فقرأته فإذا فيه . " انظر يا ابا الازهر ما أمرتك به في أمر
مذلة فأنفذه وعجله " . قال . وقرأ الشعباني الكتاب فقال . تدري من مذلة ؟ قلت .
لا والله . قال : هو والله عبد الله بن الحسن فانظر ما هو صانع فلم يلبث أن جاء
أبو الازهر فجلس فقال :
والله قد هلك عبد الله بن الحسن ثم لبث قليلا ثم دخل وخرج
مكتئبا فقال : إخبرني عن علي بن الحسن أي رجل هو ؟ قال قلت : أمصدق أنا عندك ؟
قال : وفوق ذلك . قلت : هو والله خير من تظله هذه وتقله هذه ! قال : فقد -
والله - ذهب .
أخبرني عمر قال : حدثنا أبو زيد قال : حدثنا ابن
عائشة قال : سمعت مولى لبني دارم يقول : قلت لبشير الرحال : ما يسرعك إلى
الخروج على هذا الرجل ؟ قال : إنه أرسل إلي بعد ( أخذه ) عبد الله فأتيته
فأمرني يوما بدخول بيت فدخلته فإذا بعبدالله بن الحسن مقتول فسقطت مغشيا علي
فلما افقت اعطيت الله
عهدا لا يختلف في أمره سيفان إلا كنت مع الذي عليه منهما .
وذكر محمد بن علي بن حمزة أنه سمع من يذكران يعقوب وإسحاق ومحمدا وإبراهيم بني
الحسن قتلوا في الحبس بضروب من القتل وان إبراهيم بن الحسن دفن حيا ، وطرح على
عبد الله بن الحسن بيت ، رضوان الله عليهم . وقال إبراهيم بن
عبد الله - فيما أخبرني عمر بن عبد الله العتكي ، عن أبيه عن أبي زيد عن
المدائني - يذكر اباه واهله وحملهم وحبسهم :
ما ذكرك الدمنة القفار وأه * ل الدار
مانأوا عنك أو قربوا
إلا سفاها وقد تفرعك ال * شيب بلون كأنه العطب
ومر خمسون من سنيك كما * عد لك الحاسبون إذ حسبوا
فعد ذكر الشباب لست له * ولا اليك الشباب ينقلب
إني عرتني الهموم واحتضر ال * هم وسادي والقلب
منشعب واستخرج الناس للشفاء وخلف * ت لدهر بظهره حدب
اعوج استعدت اللئام به * ويحنو به الكرام إن شربوا ( 1 )
نفسي فدت شيبة هناك وظن * بوبا به من قيودهم ندب
والسادة الغر من ذويه فما * روقب فيهم آل ولا نسب
يا حلق القيد ما تضمنت من * حلم وبر يزينه حسب
وأمهات من الفواطم أخ * لمصتك بيض عقايل عرب
كيف اعتذاري إلى الإله ولم يشهر فيك المأثورة القضب
|
هامش |
|
|
( 1 ) - وفي نسخة : " يستعذب اللئام به * ويحتويه الكرام إليه سربوا "
( * )
|
|
|