* ( سليمان بن عبد الله ) *
فمنهم سليمان بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي
طالب وأمه عاتكة بنت عبد الملك بن الحرث الشاعر بن خالد بن العاص بن هشام ابن
المغيرة عبد الله بن عمرو بن مخزوم . وهي التي كلمت ابا جعفر لما حج ، وقالت :
يا أمير المؤمنين أيتامك بنو عبد الله ابن الحسن فقراء لا شئ لهم ، فرد عليهم
ما قبضه من اموالهم .
* ( الحسن بن محمد ) *
والحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي
طالب وأمه أم سلمة بنت محمد بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب
عليهم السلام . ضربت عنقه صبرا بعد وقعة فخ .
* ( عبد الله بن اسحاق ) *
وعبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن ابن الحسن بن علي بن
أبي طالب وأمه رقية بنت عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم
السلام . وهو الذي يقال له الجدي قتله في الوقعة .
ثم نرجع الخبر الآن إلى أخبار الحسين ابن علي بن الحسن
صاحب فخ
حدثني علي بن إبراهيم بن محمد
بن الحسن بن عبيدالله بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، واحمد بن
محمد بن سعيد ، قالا : حدثنا الحسين بن الحكم ، وقال : حدثنا الحسن بن الحسن ،
قال : حدثنا الحكم بن جامع الثمالي ، عن
الحسين بن زيد ، قال : حدثتني أمي ريطة بنت عبد الله بن محمد
بن الحنفية عن زيد ، قال : وكان الحسين بن زيد يسميها أمي ولم تكن أمه ، إنما
كانت أم أخيه يحيى بن زيد ، عن زيد بن علي ، قال : انتهى رسول الله صلى الله
عليه وآله إلى موضع
فخ فصلى بأصحابه صلاة الجنازة ثم قال : يقتل هاهنا رجل من أهل
بيتي في عصابة من المؤمنين ، ينزل لهم بأكفان وحنوط من الجنة ، تسبق أرواحهم
اجسادهم إلى الجنة . وذكر من فضلهم اشياء لم تحفظها ريطة .
أخبرني علي بن العباس المقانعي : قال : حدثني علي
بن إبراهيم ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم المقري ، قال : حدثنا الحسن بن علي
الاسدي .
قال : حدثنا الحسن بن عبد الواحد ، قال : حدثني عبد الرحمن بن
القاسم بن ابن إسماعيل ، قال : حدثنا الحسين بن المفضل العطار ، قال : حدثنا
محمد بن فضيل ، عن محمد بن إسحاق ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، قال : مر النبي
صلى الله عليه
وآله بفخ فنزل فصلى ركعة ، فلما صلى الثانية بكى وهو في
الصلاة ، فلما رأى الناس النبي صلى الله عليه وآله يبكي بكوا ، فلما انصرف قال
: ما يبكيكم ؟ قالوا : لما رأيناك تبكي بكينا يارسول الله قال : نزل علي جبريل
لما صليت الركعة الاولى فقال : يا محمد إن رجلا من ولدك يقتل في هذا المكان ،
وأجر الشهيد معه أجر شهيدين .
حدثني احمد بن محمد بن سعيد وعلي بن إبراهيم
العلوي ، قالا : حدثنا الحسين بن الحكم، قال : حدثنا الحسن بن الحسين ، قال :
حدثنا النضر بن قرواش قال : اكريت جعفر بن محمد من المدينة إلى مكة ، فلما
ارتحلنا من بطن مر ، قال لي :
يا نضر إذا انتهيت إلى فخ فأعلمني ، قلت : اولست تعرفه ؟ قال
: بلى ! ولكن اخشى ان تغلبني عيني . فلما انتهينا إلى فخ دنوت من المحمل ، فإذا
هو نائم فتنحنحت فلم ينتبه ، فحركت المحمل فجلس ، فقلت : فقد بلغت ، فقال . حل
محملي فحللته
ثم قال : صل القطار ، فوصلته ثم تنحيت به عن الجادة ، فأنخت بعيره فقال
: ناولني الاءدواة والركوة ، فتوضأ وصلى ثم ركب فقلت له : جعلت فداك ، رأيتك قد
صنعت شيئا أفهو من مناسك الحج ؟ قال : لا ، ولكن يقتل هاهنا رجل من اهل بيتي في
عصابة تسبق ارواحهم اجسادهم إلى الجنة .
حدثني احمد بن سعيد قال : حدثنا الحسين بن الحكم
، قال : حدثنا الحسن بن الحسين بن جامع عن موسى بن عبد الله بن الحسن ، قال :
حججت مع أبي فلما انتهينا إلى فخ اناخ محمد بن عبد الله بعيره فقال لي أبي : قل
له يثير بعيره فقلت له ،
فأثاره ثم قلت لابي : يا ابة لم كرهت له هذا ؟ قال : إنه يقتل
في هذا الموضع رجل من اهل بيتي يتعاوى عليه الحاج فنفست ان يكون هو .
حدثني علي بن إبراهيم ، قال :
حدثنا محمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا علي ابن صاعد قال : حدثنا حسن بن محمد
المولى . قال : حدثنا علي بن الحسين الحضرمي ، قال : سمعت الحسن بن هذيل ، يقول
: بعت لحسين بن علي صاحب فخ حائطا بأربعين الف دينار ، فنثرها على بابه ، فما
دخل إلى اهله منها حبة ، كان يعطيني كفا كفا فأذهب به إلى فقراء أهل المدينة .
حدثني علي بن إبراهيم الجواني قال : حدثنا الحسن
بن علي بن هاشم قال : حدثنا علي بن إبراهيم مؤذن مسجد الاشتر ، قال : حدثني
الحسن بن هذيل ، قال قال لي الحسين صاحب فخ : اقترض لي اربعة آلاف درهم ، فذهبت
إلى صديق لي فأعطاني
الفين وقال لي : إذا كان غد فتعال حتى اعطيك الفين ، فجئت
فوضعتها تحت حصير كان يصلي عليه ، فلما كان من الغد اخذت الالفين الاخريين ثم
جئت اطلب الذي وضعته تحت الحصير فلم اجده ، فقلت له : يابن رسول الله ، ما فعل
الالفان ؟
قال : لا تسأل عنهما ، فأعدت فقال : تبعني رجل اصفر من أهل
المدينة فقلت : ألك حاجة ؟ فقال : لا ولكني احببت ان اصل جناحك فأعطيته إياها ،
اما اني احسبني ما اجرت على ذلك لاني لم اجد لها حسنا ، وقال الله عزوجل " لن
تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " .
حدثنا علي بن إبراهيم ، قال : حدثنا جعفر بن محمد
، قال : حدثنا عباد بن يعقوب ، قال : اخبرني يحيى بن سليمان ، قال اشترى لحسين
بن علي صاحب فخ ثوبان فكسا ابا حمزة ، وكان يخدمه ، ثوبا منها ، وارتدى هو بثوب
، فأتاه سائل وهو
ذاهب إلى المسجد فسأله ، فقال : اعطه يا ابا حمزة ثوبك ، قال
: فقلت له : أمشي بغير رداء . فلم يزل بي حتى اعطيته ، ثم مشى السائل معه حتى
إذا أتى منزله نزع رداءه وقال أئتزر برداء أبي حمزة وارتد بهذا فتبعته فاشتريت
الثوبين منه بدينارين
وأتيته بهما ، فقال : بكم اشتريتهما ؟ قلت : بدينارين ، فأرسل
إلى السائل يدعوه ، فقلت له : امرأتي طالق إن رددتهما عليه أو دعوته ، فحين
حلفت تركه .
حدثني علي بن إبراهيم ، قال .
حدثنا جعفر بن احمد ، قال : حدثني هاشم ابن قريش ، قال : أتى رجل الحسين بن علي
صاحب فخ فسأله ، فقال : ما عندي شئ اعطيكه ولكن اقعد فان حسنا اخي يجئ فيسلم
علي فإذا جاء فقم فخذ الحمار فلم يكن
اسرع من ان جاء الحسن فنزل عن الحمار وقاده الغلام ، وكان
الحسن مكفوفا فأشار الحسين إلى الرجل ان قم فخذ الحمار ، فجاء إليه ليأخذه
فمنعه الغلام فأشار إليه الحسين ان يدفعه إليه فدفعه إليه ، فمضى الرجل وقعد
الحسن عنده فتحدث ما شاء
الله ثم وثب فقال يا غلام قدم الحمار ، فقال : جعلت فداك ،
أمرني اخوك ان ادفعه إلى رجل فدفعته إليه ، فأدار وجهه إلى اخيه وقال : جعلت
فداك اعرت ام وهبت ؟ بل والله ما ارى مثلك يعير ، يا غلام قدني .
حدثني علي بن إبراهيم ، قال : حدثنا الحسن بن علي
بن هشام ، قال : حدثنا محمد بن مروان ، قال : حدثني حمدون الفرا ، قال : ركب
الحسين بن علي صاحب فخ ، دين كثير فقال لغرمائه : الحقوني إلى باب المهدي ،
وخرج فجاء إلى باب المهدي
فقال لآذنه : ابن عمك الينبعي على الباب ، قال : وكان راكبا
على جمل ، فقال له ويلك ، ادخله على جمله ، فأدخله حتى أناخه في وسط الدار ،
فوثب المهدي فسلم عليه وعانقه واجلسه إلى جنبه ، وجعل يسأله عن اهله ، ثم قال :
يابن عم ما جاء
بك ؟ قال : ما جئت وورائي احد يعطيني درهما ، قال : أفلا كتبت
الينا، قال : أحببت أن أحدث بك عهدا ، فدعا المهدي ببدرة دنانير ، وبدرة من
دراهم وتخت من ثياب حتى دعا له بعشر بدر دنانير ، وعشر بدر دراهم وعشرة تخوت
فدفعها إليه ،
وخرج فطرح ذلك في دار ببغداد ، وجاء غرماؤه فكان يقول للواحد
: كم لك علينا ؟ فيقول : كذا وكذا ، فيزن له ، ثم يدخل يده في تلك الدراهم
والدنانير فيقول : هذا صلة منا لك ، فلم يزل حتى لم يبق من ذلك المال إلا شئ
يسير ، ثم انحدر إلى
الكوفة يريد المدينة فنزل قصر ابن هبيرة في خان ، فقيل لصاحب
الخان هذا رجل من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله ، فأخذ له سمكا فشواه وجاء
به ومعه رقاق وقال له : لم اعرفك يابن رسول الله ، فقال
لغلامه كم بقي معك من ذلك المال ؟ قال شئ يسير والطريق بعيد ، قال : إدفعه إليه
، فدفعه إليه .
حدثنا علي بن إبراهيم العلوي ، قال : حدثنا محمد
بن إبراهيم المقري ، قال : حدثنا جعفر بن محمد ، قال : حدثني إسماعيل بن
إبراهيم الواسطي قال : جاء رجل إلى الحسين بن علي صاحب فخ فسأله فلم يكن عنده
شئ فأقعده وبعث إلى اهل داره من اراد ان يغسل ثيابه فليخرجها ، فأخرجوا ثيابهم
ليغسلوها فلما اجتمعت قال للرجل : خذها .
حدثني علي بن إبراهيم ، قال : حدثنا الحسن بن علي
بن هاشم ، قال : حدثنا القاسم بن خليفة الخزاعي ، قال : عاتب رجل الحسين بن علي
صاحب فخ في سنة تسع وستين ومائة وقال : عليك دين سبعون الف دينار فقال : اخذت
من المزرفن - يعني
المقير زيتا بألف دينار فجعل الرجل يجيئني والمرأة فأعطوا
الزق والزقين حتى لم يبق شئ ، ثم قلت له : ما اخذه منك فلان من شئ فاحسبه علي ،
فأخذ منه عشرة آلاف ، فكنت اقول له ما هذا ؟
حدثني علي بن إبراهيم ، قال حدثنا احمد بن حمدان
بن إدريس ، قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن ابي العلاء قال: حدثني كردي بن يحيى ،
عن الحسن ابن هذيل ، قال : كنت اصحب الحسين بن علي صاحب فخ فقدم إلى بغداد فباع
ضيعة له بتسعة آلاف
دينار ، فخرجنا فنزلنا سوق اسد فبسط لنا على باب الخان فأتى
رجل معه سلة فقال له : مر الغلام يأخذ مني هذه السلة، فقال له : وما انت ؟ قال
: انا اصنع الطعام الطيب فإذا نزل هذه القرية رجل من اهل المروءة اهديته إليه ،
قال : يا غلام خذ السلة
منه ، وعد الينا لتأخذ سلتك ، قال : ثم اقبل علينا رجل عليه
ثياب رثة فقال : اعطوني مما رزقكم الله ، فقال لي الحسين : إدفع إليه السلة
وقال له : خذ ما فيها ورد الاناء ، ثم اقبل علي وقال : إذا رد السائل السلة
فادفع إليه خمسين دينارا ، وإذا جاء صاحب السلة فادفع إليه مائة دينارا فقلت
إبقاء
مني عليه : جعلت فداك ، بعت عينا لك لتقضي دينا عليك فسألك سائل فأعطيته
طعاما هو مقنع له ، فلم ترض حتى أمرت له بخمسين دينار ، وجاءك رجل بطعام لعله
يقدر فيه دينارا أو دينارين ، فأمرت له بمائة دينار . فقال : يا حسن إن لنا ربا
يعرف الحسنات ، إذا جاء السائل فادفع له مائة دينار ، وإذا جاء صاحب السلة
فادفع إليه مائتي دينار ، والذي نفسي بيده إني لاخاف أن لا يقبل مني ، لان
الذهب والفضة والتراب عندي بمنزلة واحدة .