- مقاتل الطالبيين- ابو الفرج الاصفهاني ص 186 : -

* ( ذكر من عرف ممن خرج مع محمد بن عبد الله ) *

( ابن الحسن من أهل العلم ، ونقلة الآثار ومن رأى الخروج معه وأفتى الناس )
 

حدثني علي بن العباس المقانعي ، أنبأنا بكار بن أحمد بن اليسع قال : حدثنا الحسن بن الحسين عن الحسين بن زيد قال : شهد مع محمد بن عبد الله بن الحسن من ولد الحسن أربعة : أنا وأخي عيسى وموسى وعبد الله ابنا جعفر بن محمد .


حدثني علي بن العباس قال : أبنأنا بكار قال : حدثني محول بن إبراهيم قال : حدثني الحسين بن زيد قال : كان عبد الله بن جعفر بن محمد مع محمد

- ص 187 -

ابن عبد الله قال : فرأيته بارز رجلا من المسودة فقتله .
 

أخبرني عمر بن عبد الله قال : حدثنا عمر بن شبة قال : حدثنا عيسى بن عبد الله قال خرج مع محمد بن عبد الله من بني هاشم: الحسن . ويزيد وصالح بنو معاوية بن عبد الله بن جعفر . والحسين ، وعيسى ابنا زيد بن علي ( قال : فحدثني عيسى قال )

فبلغني ان ابا جعفر قال : العجب لخروج ابني زيد وقد قتلنا قاتل أبيهما كما قتله ، وصلبناه كما صلبه ، ( وأحرقناه كما أحرقه ) وحمزة بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين بن علي وعلي ، وزيد ابنا الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن

أبي طالب قال عيسى : قال أبو جعفر للحسن بن زيد : كأني أنظر إلى ابنيك واقفين على رأس محمد بسيفين عليهما قباء ان . قال : يا أمير المؤمنين قد كنت أشكو إليك عقوقهما قبل اليوم . قال : أجل فهذا من ذاك . والقاسم بن إسحاق بن عبد الله بن

جعفر بن أبي طالب . والمرجى علي بن جعفر بن إسحاق بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب . قال عيسى : قال أبو جعفر لجعفر بن إسحاق : من المرجى هذا فعل الله به وفعل ؟ قال : يا أمير المؤمنين ذاك ابني ، والله لئن شئت ان أنتفى منه

لافعلن . قال : وخرج معه المنذر بن محمد بن الزبير . قال عيسى : رأيته مر بالحسن بن زيد فعانقه ثم بكى بكاء طويلا فقال لي الحسين : ما كان مع محمد أفرس من هذا .


حدثني علي بن إبراهيم العلوي الحسيني . قال . حدثنا حمدان بن إبراهيم قال : حدثني يحيى بن الحسن بن الفرات بن القزاز قال : حدثنا الحسن بن هذيل عن الحسين صاحب فخ قال : لما خرجت مع محمد بن عبد الله قال لي : يا بني ارجع لعلك تقوم بهذا الامر من بعدي .


حدثني أحمد بن سعيد قال . حدثنا يحيى بن الحسن قال . حدثنا غسان بن

- ص 188 -

أبي غسان مولى بني ليث عن أبيه قال : خرج ابن هرمز مع محمد بن عبد الله يحمل في محفة ، وقال . ما في قتال ، ولكن أحب أن يتأسى بن الناس .


حدثنا جعفر بن محمد القرباني وعمر بن عبد الله العتكي ويحيى بن علي بن يحيى المنجم وأحمد بن عبد العزيز الجوهري قال : عمر بن شبة قال : حدثنا محمد بن الحسن ابن زبالة قال : سمعت مالك بن أنس يقول : كنت آتى ابن هرمز ، فيأمر الجارية

فتغلق الباب ، وترخى الستر ثم يذكر أول هذه الامة ويذكر العدل ، ثم يبكي حتى تخضل لحيته . قال : ثم خرج مع محمد بن عبد الله فقال : والله ما فيك قتال ، قال : قد علمت ولكن يراني الجاهل فيقتدى بي .


حدثني أحمد بن سعيد قال حدثنا يحيى بن الحسن قال : حدثني بكر بن عبد الوهاب قال : حدثنا محمد بن عمر الواقدي قال : كان عبد المجيد بن جعفر على شرط محمد بن عبد الله وكان ثقة وقد روى عنه هيثم وغيره حديثا كثيرا .


أخبرني أحمد بن عبد العزيز وعمر بن عبد الله ويحيى بن علي قالوا : حدثنا عمر بن شبة قال : حدثني القاسم بن أبي شبة قال : حدثني أبو نعيم الفضل بن دكين قال : بلغني أن عبد الله بن عمر بن أبي ذئب وعبد الحميد بن جعفر دخلوا على محمد

ابن عبد الله بن الحسن قبل خروجه فقالوا له : ما تنتظر بالخروج ؟ والله ما نجد في هذه الامة أحدا أشأم عليها منك ما يمنعك ان تخرج .


أخبرني أحمد بن عبد العزيز ويحيى بن علي قالوا : حدثنا عمر بن شبة قال : حدثني عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي قال حدثني الحسين بن زياد قال : أتى عيسى بن موسى بابن هرمز بعد ما قتل محمد فقال له إنه أنما منعك ورعك وفقهك عن الخروج مع من خرج فقال : كانت فتنة شملت الناس فشملتنا معهم . قال : اذهب راشدا .


قال عمر بن شبة : حدثني علي بن زاذان قال : حدثني علي بن برقي قال : رأيت قائدا من قواد عيسى جاء في جماعة فسأل عن منزل ابن هرمز

- ص 189 -

فأرشدناه إليه فخرج وعليه قميص رياط فأنزلوا قائدهم وحملوه على برذونه ثم خرجوا به يزفونه حتى ادخلوا على عيسى فما هاجه .

قال عمر بن شبة وحدثني قدامة بن محمد قال : خرج عبد الله بن يزيد بن هرمز ومحمد بن عجلان مع محمد فلما حضر القتال تقلد كل واحد منهما قوسا فظننا أنهما أرادا أن يريا الناس أنهما قد صلحا لذلك .


أخبرني يحيى بن علي والجوهري والعتكي قالوا : حدثنا عمر بن شبة ، قال : حدثني أبو عاصم النبيل قال : حدثني عباد بن كثير قال : خرج ابن عجلان مع محمد بن عبد الله بن الحسن فكان على بغلة معه ، فلما ولى جعفر بن سليمان المدينة قيده

فدخلت عليه فقلت له : كيف ترى رأى أهل البصرة في رجل قيد الحسن البصري ؟ قال : شر والله . قال : فقلت : إن ابن عجلان بهذه - يعني المدينة - كالحسن بتلك فتركه .


أخبرني عيسى بن الحسن الوراق قال : حدثني هرون بن موسى الفروي عن داود بن القاسم قال : استعمل محمد بن عبد الله بن الحسن على قضاء المدينة عبد العزيز بن المطلب المخزومي وعلى ديوان العطاء عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن ابن المسور بن مخرمة .


أخبرني عيسى بن الحسين قال : حدثنا سلمان بن أبي شيخ قال : حدثنا أبو سفيان الحميري قال : حدثني عبد الحميد بن جعفر قال : ولاني محمد بن عبد الله على شرطته فكنت عليها مدة ثم وجهني وجها فولاها عثمان بن محمد بن خالد بن الزبير .


أخبرنا يحيى بن علي وأصحابه قالوا : حدثنا عمر بن شبة قال : حدثني إبراهيم ابن إسحاق القرشي : قال سأل رجل عبد العزيز بن المطلب وهو قاض لمحمد بن عبد الله يومئذ على المدينة كتابا إلى صنعاء فقال : رويدا حتى تنفذ كتبنا الحيرة .


قال أبو زيد : حدثني عيسى بن عبد الله ، عن أبيه ، قال : خرج مع محمد ابن عبد الله عيسى بن علي بن الحسين ، وكان يقول : من خالفك أو تخلف عن

- ص 190 -

بيعتك من آل أبي طالب فأمكني منه أضرب عنقه .


قال أبو زيد : وحدثني سعيد بن عبد الحميد قال حدثنا جهم بن جعفر الحكمي قال : أخبرني غير واحد . أن مالك بن أنس استفتى في الخروج مع محمد بن عبد الله وقيل له : إن في أعناقنا بيعة لابي جعفر . فقال : إنما بايعتم مكرهين ، وليس على مكره يمين فأسرع الناس إلى محمد ابن عبد الله .


حدثني عيسى بن الحسين قال : حدثني هرون بن موسى عن داود بن القاسم . وأخبرنا يحيى بن علي قال : حدثنا أبو زيد قال حدثنا أزهر بن سعد السمان قال . استعمل محمد بن عبد الله حين ظهر عبد العزيز بن محمد الدراوردي على السلاح ، أخبرنا يحيى بن علي وأصحابه المذكورون قال .


حدثنا عمر بن شبة قال . حدثني سعيد بن عبدلحميد قال . حدثني جهم بن عثمان مولى بني سليم قال . قال لي عبد الحميد بن جعفر يوم لقينا أصحاب عيسى بن موسى . نحن اليوم على عدة أهل بدر ، حين لقوا المشركين قال . وكنا ثلثمائة ونيفا .


قال أبو زيد . وحدثني عيسى بن عبد الله بن عمر بن علي قال . حدثني أبي قال . كان مع الافطس وهو الحسن بن علي بن علي بن الحسين علم لمحمد أصفر فيه صورة حية ، وكان مع كل رجل من أصحابه من آل علي بن أبي طالب علم ، وكان شعارهم أحد أحد . قال . وكذلك كان شعار النبي صلى الله عليه وآله يوم حنين .


حدثنا عيسى بن الحسين قال . حدثنا هرون بن موس الفروي عن دارد بن القاسم وغيره من أهل المدينة ، قال . خرج المنذر بن محمد بن المنذر بن الزبير مع محمد بن عبد الله وكان رجلا صالحا فقيها قد حمل عنه أهل البيت الحديث .


حدثني يحيى بن علي والعتكي والجوهري قالوا : حدثنا عمر بن شبة قال . حدثني عيسى بن عبد الله قال . رأيت المنذر بن محمد مر بالحسن بن زيد فعانقه ، وبكى طويلا ، فقال الحسن . ما كان مع محمد بن عبد الله فارس أشد من هذا .
 

- ص 191 -

أخبرني عيسى بن الحسين قال هرون بن موسى قال . وخرج مع محمد بن عبد الله مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير ، وابنه عبد الله بن مصعب ، وكان شاعرا ، وكان يقول الشعر في محمد ويحرض الناس بذلك .


أخبرني عيسى بن الحسين الوراق قال . حدثنا هرون قال . خرج أبو بكر ابن أبي سبرة الفقيه الذي يروى عنه الواقدي ، مع محمد بن عبد الله ، ومعه راية له ، وهو معلم بعذبة حمراء .


أخبرني عيسى قال . حدثنا هرون بن موسى ، وأخبرني يحيى بن علي ، والعتكي ، والجوهري قال . حدثنا عمر بن شبة قال حدثني عبد العزيز بن أبي سلمة العمري قال . كان ممن خرج مع محمد بن الله يزيد بن هرمز ، وعبد الواحد بن أبي عون ،

مولى الازد . وعبد الله بن عامر الاسلمي وذكر ان محمدا خطب الناس فذكر شيئا ، فقال وهذا قارئكم عبد الله بن عامر الاسلمي يشهد على ذلك فقام فشهد على ما قال . وعبد العزيز بن محمد الدراوردي مولى بلى . وإسحاق بن أبراهيم بن دينار

مولى جهينة . وعبد الحميد بن جعفر . وعبد الله بن عطاء وبنوه جميعا وهم إبراهيم . وإسحاق ، وربيعة ، وجعفر وعبد الله ، وعطاء ويعقوب وعثمان وعبد العزيز بنو عبد الله بن عطاء . قال هرون الفروي في خبره خاصة . وكان عبد الله امرأ صدق

وكان من خاصة أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين وقد روى عن عبد الله بن الحسن بن الحسن وكان ذا خصوص بهم .


وقال أبو زيد . حدثني محمد بن الحسن قال . حدثني حميد بن عبد الله الفروي قال. لما قتل محمد تغيب عبد الله بن عطاء فمات متواريا ، فلما خرج نعشه بلغ خبره جعفر بن سليمان فأنزله من نعشه فصلبه ثم كلم فيه فأنزله بعد ثالثة ، وأذن في دفنه.


حدثني عيسى بن الحسين قال . حدثنا هرون بن موسى قال خرج مع محمد

- ص 192 -

ابن عبد الله : عثمان بن محمد بن خالد بن الزبير ، الذي يروى عنه عبد الله بن مصعب والضحاك بن عثمان. وكان امرأ صدق ، فأتى به أبو جعفر فقال له . أين المال . الذي كان عندك . قال . دفعته إلى أمير المؤمنين ( قال. ومن أمير المؤمنين ؟ قال )

محمد بن عبد الله بن الحسن ، رحمة الله وصلواته عليه . قال . أو بايعته ؟ قال : إي والله كما بايعته أنت وأخوك وأهلك هؤلاء الغدرة . قال . يا ابن اللخناء . قال . ابن اللخناء من قامت عنه مثل أمك سلامة . قال . اضربوا عنقه ، فضربت عنقه .


وقال عمر بن شبة باسناده الذي قدمت ذكره . حدثني سعيد بن عبد الحميد عن محمد بن عثمان بن خالد قال . قال لي أبي . قد بايعت أنا وأنت رجلا بمكة فوفيت أنا بيعتي ، ونكثت بيعتك وغدرت فشتمه فرد عليه فأمر به فضربت عنقه .


أخبرني محمد بن خلف إجازة عن وكيع قال . حدثنا إسماعيل بن مجمع بن الواقدي قال . كان عبد الرحمن بن أبي الموالي مخالطا لبني الحسن ، وكان يعرف موضع محمد وإبراهيم ، ويختلف إليهما فكان يقال إنه داع من دعاتهما وبلغ ذلك أبا جعفر ، فأخذه معهم .


قال الواقدي . فحدثني عبد الرحمن بن أبي الموالي ، قال . لما أخذ أبو جعفر بني الحسن ، وأمر رياحا فجاء بهم إلى الربذة قال له . ابعث الساعة إلى عبد الرحمن بن أبي الموالى فجئني به . قال . فبعث رياح إلي فأخذت وجئ بي إليه فلما صرت

بالربذة رأيت بني الحسن مقيدين في الشمس فدعاني أبو جعفر من بينهم فأدخلت عليه وعنده عيسى بن علي فلما رآني عيسى قال له المنصور . أهو هو قال : نعم هو هو يا أمير المؤمنين وإن أنت شددت عليه أخبرك بمكانهم . فدنوت فسلمت فقال أبو جعفر : لا سلم الله عليك . أين الفاسقان ابنا الفاسق ؟ أين الكذابان
 

- ص 193 -

ابنا الكذاب ؟ فقلت يا أمير المؤمنين : هل بنفعني الصدق عندك ؟ قال : وما ذاك قال : قلت : امرأتي طالق إن كنت أعرف مكانهما فلم يقبل ذلك مني وقال : السياط فأتى بالسياط وأقمت بين العقابين ضربني أربعمائة سوط فما عقلت بها حتى رفع عني ، ثم رددت إلى أصحابي على تلك الحال .


أخبرني عيسى بن الحسين قال : حدثنا هرون بن موسى الفروي قال : وخرج عبد الواحد بن أبي عون مع محمد بن عبد الله وكان من دوس ، وكان منقطعا إلى عبد الله بن الحسن فطلبه أبو جعفر فيمن طلب بعد مقتل محمد ، فتوارى عند محمد ابن يعقوب بن عيينة فمات عنده فجاءه في سنة أربع وأربعين ومائة . وقد حمل عنه الحديث ، وكان ثقة .


اخبرني وكيع قال : حدثنا إسماعيل بن مجمع عن الواقدي قال : كان ابن عجلان فقيه أهل المدينة وعابدهم غير مدافع. وكان له حلقة في مسجد النبي صلى الله عليه وآله يفتى فيها الناس ويحدثهم . فلما خرج محمد بن عبد الله بن الحسن خرج معه ، فلما

قتل محمد وولى جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس المدينة بعث إلي ابن عجلان فأتى به فسكت فقال له: أخرجت مع الكذاب ؟ وأمر بقطع يده ، فلم يتكلم ابن عجلان بكلمة إلا انه كان يحرك شفتيه بشئ لا يدري ما هو فظن انه يدعو فقام

من حضر جعفرا من فقهاء المدينة وأشرافها فقالوا له : أصلح الله الامير محمد بن عجلان فقيه أهل المدينة وعابدهم ، وإنما شبه عليه وظن انه المهدي الذي جاءت فيه الرواية فلم يزالوا يطلبون إليه ، حتى تركه . فولى ابن عجلان منصرفا فلم يتكلم بكلمة حتى أتى منزله .


قال الواقدي : وقد رأيته وسمعت منه وكان ثقة كثير الحديث . مات بالمدينة سنة ثمان أو تسع وأربعين ومائة ، في خلافة أبي جعفر . أخبرني وكيع قال : حدثنا إسماعيل بن مجمع عن الواقدي قال . خرج عبد الله بن عمر بن العمري مع محمد بن عبد الله هو ، وأخوه وأبو بكر بن عمر فلم
 

- ص 194 -

يزل معه حتى انقضى أمره وقتل ، فاستخفى عبد الله بن عمر ثم طلب فوجد فأتى به أبو جعفر فأمر بحبسه فحبس في المطبق سنين ، ثم دعا به فقال : ألم أفضلك وأكرمك ، ثم تخرج علي مع الكذاب ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، وقعنا في أمر لم نعرف

له وجها والفتنة كانت شاملة ، فان رأى أمير المؤمنين ان يعفو ويصفح ويحفظ في عمر بن الخطاب فليفعل . قال : فتركه وخلى سبيله . قال : وكان عبد الله يكنى أبا القاسم فتركها وتكنى أبا عبد الرحمن وقال : لا أتكنى بكنية رسول الله صلى الله

عليه وآله ، إعظاما لها . قال الواقدي : فكان عبد الله بن عمر كثير الحديث ، وروى عن نافع روايات كثيرة ، وعمر عمرا طويلا . حتى لقته الاحداث . ومات في خلافة هرون سنة إحدى أو اثنتين وسبعين ومائة .


حدثنا علي بن العباس ، قال حدثنا بكار بن أحمد قال : حدثنا الحسن بن الحسين ، قال : حدثنا عبد الله بن الزبير الاسدي وكان في صحابة محمد بن عبد الله قال : رأيت محمد بن عبد الله عليه سيف محلى يوم خرج ، فقلت له : أتلبس سيفا محلى ؟ فقال

أي بأس بذلك ، قد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يلبسون السيوف المحلاة . عبد الله بن الزبير هذا أبو أحمد الزبير المحدث ، وهو أيضا من وجوه محدثي الشيعة ، روى عنه عباد بن يعقوب ونظراؤه ومن هو أكبر منه .


أخبرني محمد بن خلف بن وكيع : قال : حدثنا إسماعيل بن مجمع ، عن الواقدي قال : خرج عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة مع محمد بن عبد الله بن الحسن وكان من ثقاة أصحاب محمد وكان يعلم علمه في تواريه وان إذا دخل

المدينة مستخفيا فجاءه فنزل في داره فكان أبو جعفر يدخل على الامراء يسمع كلامهم ، ويعرف أمورهم سائر نهاره يروح إليه فيخبره بذلك .

- ص 195 -

وكان من رجال أهل المدينة علما بالفقه وصدقا بالحديث وتقدما بالفتوى ، وكان يرشح للقضاء .


قال الواقدي : ولقد حدثني بن أبي الزياد أنه ما مات قاض بالمدينة ولا عزل إلا ظنوا ان عبد الله بن جعفر يتولى مكانه لكمال علمه ومروءته وفضله فمات وما ولى القضاء ولا قعد به عن ذلك عندهم إلا خروجه إليهم مع محمد . فلما قتل محمد توارى

فلم يزل في تواريه حتى استؤ من له فأومن . قال : وكان عبد الله بن جعفر لما دخل إلى جعفر بن سليمان قال له : ما حملك على الخروج مع محمد على ما أنت عليه من العلم والفقه ؟ فقال : ما خرجت معه وانا أشك في أنه المهدي ، لما روى لنا في أمره فما . زلت أرى أنه هو حتى رأيته مقتولا ولا اغتررت بأحد بعده . فاستحيى منه وأطلقه .


أخبرنا جعفر بن محمد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو عبد الله . وحدثني أبو عبيد محمد بن أحمد المؤمل الصيرفي ، قالا : حدثنا محمد ابن علي بن خلف العطار ، قال : أخبرنا محمد بن عمرو الرازي: قال حدثني

الحسين بن المنزل قال : قال لي محمد بن إسماعيل بن رجاء : بعث إلي سفيان الثوري سنة أربعين ومائة فأوصاني بحوائجه ثم سألني عن محمد بن عبد الله بن الحسن كيف هو : فقلت في عافية فقال . إن يرد الله بهذه الامة خيرا يجمع أمرها على هذا

الرجل . قال . قلت . ما علمتك إلا قد سررتني . قال . سبحان الله ! وهل أدركت خيار الناس إلا الشيعة . ثم ذكر زبيدا ، وسلمة بن كهيل وحبيب بن أبي ثابت وأبا اسحاق السبيعي ، ومنصور بن المعتمر والاعمش قال . فقلت له . وأبو الحجاف

قال . ذاك الضرب ذاك الضرب . وإيش كان أبو الحجاف . قال . كان يكفر الشاك في الشاك . قال . ثم قال سفيان . إلا ان قوما من هذه الرفضة ، وهذه المعتزلة قد بغضوا هذا الامر إلى الناس .


حدثني احمد بن محمد بن سعيد قال . حدثنا عبد الرحمن بن يوسف قال .

- ص 196 -

حدثنا عبيد الله بن يوسف الجبيري قال : سمعت محمد بن يحيى بن سعيد القطان يقول سمعت أبي يقول : خرج عبيدالله بن عمر ، وهشام بن عروة ومحمد بن عجلان مع محمد بن عبد الله بن الحسن . قال عبد الرحمن بن يوسف : وبلغني عن مسدد انه حكى مثل هذه الحكاية في مخرجهم معه .


حدثني أحمد بن سعيد قال : حدثنا يحيى بن الحسن قال : حدثني أبو عبد الحميد الليثي عن ابيه قال : كان ابن فضالة النحوي يخبر قال : اجتمع واصل بن عطاء ، وعمرو بن عبيد في بيت عثمان بن عبد الرحمن المخزومي من أهل البصرة ، فتذاكروا

الجور فقال عمرو بن عبيد : فمن يقول بهذا الامر ممن يستوجبه وهو له أهل ؟ فقال واصل : يقوم به والله من أصبح خير هذه الامة ، محمد بن عبد الله بن الحسن . فقال عمرو بن عبيد : ما أرى ان نبايع ولا نقوم إلا مع من اختبرناه ، وعرفنا سيرته .

فقال له واصل : والله لو لم يكن في محمد بن عبد الله امر يدل على فضله إلا ان اباه عبد الله بن الحسن ، في سنه ، وفضله وموضعه قد رآه لهذا الامر أهلا ، وقدمه فيه على نفسه - لكان لذلك يستحق ما نراه له، فكيف بحال محمد في نفسه وفضله ؟

قال يحيى : وسمعت أبا عبيدالله بن حمزة يحدث قال : خرج جماعة من أهل البصرة من المعتزلة منهم واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وغيرهما حتى اتوا سويقة فسألوا عبد الله بن الحسن ان يخرج لهم ابنه محمد حتى يكلموه فطلب لهم عبدا لله

فسطاطا واجتمع هو ومن شاوره من ثقاته ان يخرج إليهم إبراهيم بن عبد الله . فأخرج إليهم إبراهيم ، وعليه ريطتان ، ومعه عكازة ، حتى اوقفه عليهم ، فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر محمد بن عبد الله وحاله ، ودعاهم إلى بيعته ، وعذرهم في التأخر عنه فقالوا اللهم إنا نرضى برجل هذا رسوله فبايعوه وانصرفوا إلى البصرة .
 

- ص 197 -

حدثني علي بن العباس ، قال : حدثنا بكار بن أحمد قال حدثنا الحسن بن الحسين ، قال حدثني الحسن بن حماد قال : كان أبو خالد الواسطي والقاسم بن مسلم السلمي مع محمد بن عبد الله بن الحسن وكانا من أصحاب زيد بن علي صلوات الله عليه .

قال القاسم بن مسلم لمحمد بن عبد الله بن الحسن : يا أبا عبد الله ، إن الناس يقولون : إن صاحبكم محمدا ليس له ذلك الفقه . قال فتناول سوطه من الارض ثم قال : يا قاسم ابن مسلم ، ما يسرني ان الامة اجتمعت علي كمعلاق سوطي هذا وأني سئلت

عن باب الحلال أو الحرام ولم يكن عندي مخرج منه ، يا قاسم بن مسلم ، إن أضل الناس بل أظلم الناس ، بل أكفر الناس من ادعى من هذه الامة ، ثم سئل عن باب الحلال والحرام ، ولم يكن عنده منه مخرج .


حدثني احمد بن محمد بن سعيد ، قال يحيى بن الحسن قال : حدثني أبو عبد الحميد الليثي ، عن ابيه عن عيسى بن عبد الله عن ابيه قال : بايع أبو جعفر المنصور محمد بن عبد الله مرتين إحداهما بالمدينة والاخرى انا حاضرها بمكة في المسجد الحرام

فلما بايعه قام معه حتى خرج من المسجد الحرام فركب فأمسك له أبو جعفر بركاب دابته ثم قال له : يا أبا عبد الله ، أما إنه إن أفضى إليك هذا الامر نسيت هذا الموقف ولم تعرفه لي .


أخبرني عمر بن عبد الله قال : حدثني عمر بن شبة قال : حدثني عبد الله ابن عمر : ان علي بن محمد بن عبد الله بن الحسن لما أخذه أبو جعفر اعترف له ، وسمى أصحاب ابيه ، فكان فيمن سمى عبد الرحمن بن ابي الموالي فأمر به أبو جعفر فحبس .


اخبرني عمر بن عبد الله قال : حدثنا عمر بن شبة قال : حدثني عبد الله ابن راشد قال : سمعت الجراح بن عمرو ، وغيره يقولون : إن عليا وحسنا إبني صالح جاء امشتملين على سيفين إلى محمد بن عبد الله بن الحسن فقالا : قد جئناك

- ص 198 -

يا ابن رسول الله فمرنا بالذي تريده فقال : قد قضيتما ما عليكما وإن لقينا في هؤلاء شيئا فانصرفا . فانصرفا .


أخبرني عمر قال : حدثنا عمر بن شبة قال : حدثنا محمد بن يحيى عن الحرث ابن سحاق : ان محمدا استعمل على المدينة عثمان بن محمد بن خالد بن الزبير . وعلى قضائها عبد العزيز بن المطلب ( بن عبد الله المخزومي ) وعلى الشرط ، أبا

القلمس عثمان ( بن عبيدالله ) بن عبد الله بن عمر بن الخطاب . وعلى ديوان العطاء عبد الله ابن جعفر بن عبد الرحمان بن المسور بن مخرمة .


أخبرني عمر بن عبد الله قال : حدثنا أبو زيد قال : حدثنا عيسى عن ابيه قال : قال : خرج مع محمد بن عبد الله عيسى بن زيد وكان يقول : من خالف بيعتك من آل أبي طالب فأمكني من ضرب عنقه ، فأتى بعبدالله بن الحسين بن علي بن الحسين فغمض

عينيه قال : إن علي يمينا إن رأيته لاقتلنه ، فقال له عيسى : دعني أضرب عنقه ، فكف عنه . دفع إلى عيسى بن الحسين الوراق كتابا ذكر انه كتاب أحمد بن الحرث فقرأت فيه : حدثنا المدائني ان هشام بن عروة بن الزبير بايع محمد بن عبد الله وجعل له ولاية المدينة .


أخبرني عمر بن عبد الله قال حدثنا أبو زيد قال حدثني متوكل بن أبي العجوة : ان أبا جعفر كان يقول : العجب لعبد الله بن عطاء إنه بالامس على بساطى ثم يضربني بعشرة أسياف .


أخبرني عمر قال : حدثنا أبو زيد قال : حدثني محمد بن الحسن بن زبالة ، قال : حدثني حميد بن عبد الله بن أبي فروة قال : لما درب الناس السكك أيام محمد ابن عبد الله أردنا ان ندرب سكتنا فمنعنا عبد الله بن عطاء ، قال : فمن أين يمر إلي أمير المؤمنين محمد ؟ فلما قتل تغيب حتى مات في إمارة جعفر بن سليمان فأخرج على جنازة ليدفن
 

- ص 199 -

فأمر به فأنزل من نعشه وصلب فكلم فيه جعفر فأمر ان ينزل من خشبته بعد ثالثة ، فأنزل ودفن ، وعبد الله بن عطاء من ثقاة أهل الحديث وقد روى عن أبي جعفر محمد بن علي وعن عبد الله بن بريدة ، وغيرهما من وجوه التابعين . وروى عنه الثقاة

مثل مالك بن أنس ونظرائه . وعبد الله بن عامر الاسلمي وهو القاري ويكنى أبا عامر وهو ثقة . وروى عنه وكيع وأبو نعيم وعبيدالله بن موسى وأبو ضمرة . وقد روى عن الزهري ، ووثقه يحيى بن معن ورووه في الحديث ورثاه علي بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن ابن الحسن بقوله :

أبو عامر فيها رئيس كأنها * كراديس تغشى حجرة المتكبر


أخبرني عمر قال : حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا عبد الله بن إسحاق بن القاسم قال : حدثني إبراهيم بن عبد الله بن الحسن قال : لقيني موسى بن عبد الله بالسيالة فقال : انطلق أرك ما صنع بنا في سويقة ، فذهبت معه ، فوجدت نخلها قد عرقبت فقال : نحن والله كما قال دريد بن الصمة : تقول :

ألا تبكي أخاك ! وقد أرى * مكان البكى لكن بنيت على الصبر ( 1 )
لمقتل عبد الله والهالك الذي * على الشرف الاقصى قتيل أبى بكر ( 2 )
 

 

هامش

 
 

( 1 ) الاغاني 10 - 5 وابن أبي الحديد 1 - 234 والحماسة 2 - 309 وفي ط " تلبيت " وفي ق " تلبيت "
( 2 ) كذا في النسخ والآغاني وابن أبي الحديد . وفي الحماسة فقلت أبا عبد الله أبكي أم الذي : له الحدث الاعلى قتيل أبي بكر وفي الاغاني 10 - 4 وكان لدريد ابن الصمة إخوة وهم عبد الله الذي قتلته غطفان وعبد يغوث قتله بنو مره وقيس قتله بنو أبي بكر بن كلاب . وخالد قتله بنو الحارث بن كعب " ( * )

 

 

- ص 200 -

وعبد يغوث . أو نديمي خالد * وعز مصابا خير قبر على قبر ( 1 )
أبى القتل إلا آل صمة إنهم * أبو غيره والقدر يجري على القدر

فإما ترينا لا تزال دماؤنا * لدى معشر يسعى لها آخر الده
ر ( 2 )
فإنا للحم السيف غير نكيرة * ونلحمه طورا وليس بذي نكر ( 3 )

يغار علينا واترين فيشتفى * بنا إن أصبنا ، أو نغير على وتر
بذاك قسمنا الدهر شطرين بيننا * فما ينقضي إلا ونحن على شطر


قال أبو زيد : حدثت المدائني هذا أو أمليته عليه فتركني وترك الرجلين وقال : قال موسى .
 

 

هامش

 
 

( 1 ) كذا في النسخ وفي الاغاني " حثو قبر " وفي ابن أبي الحديد " وجل مصابا حشو قبر " وفي الحماسة " يغوث تحمل الطير حوله " وعز المصاب حثو قبر "
( 2 ) كذا في النسخ وفي الحماسة وابن أبي الحديد " لدى واتر تسعى بها ، وفي الاغاني . لدى واتر يشفى بها آخر الدهر "
( 3 ) قال التبريزي : " يقول : إنا نخاطر بأنفسنا فنقتل ونقتل وليس ذلك فينا ومنا بمنكر " ( * )

 

 

 

مكتبة الشبكة

الصفحة التالية

الصفحة السابقة

فهرس الكتاب