* ( باب ما ذكر في تسميته بالمهدي ) *
حدثني عمر بن عبد الله قال : أخبرنا عمر بن شبة
وحدثنا يحيى بن علي بن يحيى المنجم واحمد بن عبد العزيز قالا : حدثنا عمر قال :
حدثني يعقوب بن القاسم ابن محمد بن يحيى بن زكريا بن طلحة بن عبيدالله قال :
حدثني علي بن أبي طالب ابن
سرح - احد بني تيم الله - قال : اخبرني مسمع بن غسان : ان
فاطمة بنت الحسين كانت تقبل نساء بنيها واهل بيتها حتى قال لها بنوها : خشينا
ان نسمي بني القابلة . فقالت : إن لي طلبة لو ظفرت بها لتركت ما ترون . فلما
كانت الليلة التي ولد فيها محمد بن عبد الله قالت : يا بني إني اطلب امرا وظفرت
به فلست بعائدة بعد اليوم إن شاء الله تعالى فهي التي اوقعت ذكره .
وقال أبو زيد - فيما حدثني من
قدمت ذكره - حدثني محمد بن إسماعيل بن جعفر الجعفري عن امه رقية بنت موسى بن
عبد الله بن الحسن بن الحسن عن سعيد ابن عقبة الجهني - وكان عبد الله بن الحسن
اخذه منها فكان في حجره - قال . ولد محمد وبين كتفيه خال اسود كهيئة البيضة
عظيما فكان يقال له . المهدي وكان يسمى صريح قريش .
قال أبو زيد . وحدثني يعقوب بن القاسم عن سفيان
بن عيينة قال . رايت عبد الله بن الحسن يأتي بمحمد بن عبد الله وإبراهيم وهما
غلامان إلى عبد الله بن طاووس فيقول . حدثهما لعل الله ينفعهما . حدثني عمربن
عبد الله بن يحيى بن علي واحمد بن
عبد العزيز قال حدثنا عمر بن شبة قال . حدثنا محمد بن إسماعيل
عن موسى بن عبد الله قال . كان محمد ابن عبد الله يقول . إن كنت لاطلب العلم في
دور الانصار حتى لا توسد عتبة احدهم فيوقظني الإنسان فيقول . إن سيدك قد خرج
إلى الصلاة ما يحسبني إلا عبده .
قال أبو زيد . وحدثني محمد بن الهذيل بن عبد الله
بن مكحول العبدي عن سعيد بن خالد بن عبد الرحمن قال . قدم علينا أبو ايوب بن
الادبر رسولا لابي حذيفة واصل بن عطاء داعيا إلى مقالته فاستجاب له محمد بن عبد
الله بن الحسن في جماعة من آل ابي طالب .
حدثني عيسى بن الحسين الوراق قال . حدثنا احمد بن
الحارث قال . حدثني المدائني عن ابن دأب قال . حدثني عمير بن الفضل الخثعمي قال
. رايت ابا جعفر المنصور يوما وقد خرج محمد بن عبد الله بن الحسن من دار ابنه
وله فرس واقف
على الباب مع عبد له اسود ، وابو جعفر ينتظره فلما خرج وثب
أبو جعفر فأخذ بردائه حتى ركب ، ثم سوى ثيابه على السرج ومضى محمد فقلت وكنت
حينئذ اعرفه ولا اعرف محمدا . من هذا الذي اعظمته هذا الاء عظام حتى اخذت
بركابه
وسويت عليه ثيابه ؟ قال : اوما تعرفه ؟ قلت : لا . قال : هذا
محمد بن عبد الله ابن الحسن بن الحسن مهدينا اهل البيت .
أخبرنا محمد بن زكريا الصحاف البصري قال : حدثنا
قعنب بن محرز عن المدائني عن ابن دأب قال : لم يزل محمد بن عبد الله بن الحسن
منذ كان صبيا ، يتوارى ويراسل الناس بالدعوة إلى نفسه ، ويسمى بالمهدي .
أخبرنا يحيى بن علي ، وعمر بن عبد الله ،
والجوهري ، قالوا : حدثني عمر ابن شبه ، قال : حدثني يعقوب بن القاسم ، قال :
حدثتني أمي فاطمة بنت عمر بن عاصم قالت أخبرتني أم كلثوم بنت وهب ، قالت : كان
يوجد في الرواية أنه يملك رجل
اسمه اسم النبي صلى الله عليه وآله ، واسم أمه على ثلاث أحرف
أولها هاء وآخرها دال . قال : وكانوا يظنون محمد بن عبد الله بن الحسن ، وأمه
هند .
أخبرني يحيى بن علي ، والجوهري والعتكي ، قالوا :
حدثنا أبو زيد قال : حدثنا عيسى بن عبد الله ، قال : حدثني أبو سلمة المصبحي ،
قال : حدثني مولي لابي جعفر، قال : أرسلني أبو جعفر ، فقال : اجلس عند المنبر
فاسمع ما يقول محمد فسمعته يقول : إنكم لا تشكون أني أنا الهدي ، وأنا هو .
فأخبرت بذلك أبا جعفر ، فقال : كذب عدوالله ، بل هو ابني .
قال أبو زيد : وحدثني جعفر بن محمد بن إسماعيل
الهاشمي ، عن أبيه عن جده ، قال : كنت مع أبي جعفر في مسجد النبي صلى الله عليه
وآله ، إذ وثب إلى رجل على بغل ، فوقف معه ناحية ، وهو واضع يده على معرفة
البغل ، والرجل كان
واضعا يده على منكبه ثم جاءني فقال : استأذن على أبيك لمحمد
بن عبد الله ابن الحسن . فقلت : ليدن من الباب فليستأذن، فقال : أقسمت عليك إلا
قمت ! فقمت ، فلما رجعت قال لي : ألست الذي استأذنت له ؟ فقلت : لا ، أمرني من
استأذن له . فقال : إنك لجاهل به ، هذا محمد بن عبد الله مهدينا أهل البيت .
أخبرني محمد بن خلف بن وكيع ، قال : حدثنا
إسماعيل بن محمد ،
عن الواقدي ، قال : كان عبد الله بن الحسن يأمر ابنه محمدا
بطلب العلم والتفقه في الدين ، وكان يجئ به وبأخيه إبراهيم إلى ابن طاوس فيقول
له : حدثهما لعل الله أن ينفعهما . قال الواقدي : وقد لقى محمد نافعا بن عمر
وسمع منه ، ولقى أبا الزياد
وسمع منه وحدث عنهما وعن غيرهما ، وكان حديثه قليلا ، فروى
عنه بعد مقتله ، فممن حدث عنه عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن
مخرمة ، وغيره .
أخبرنا علي بن العباس المقانعي ، قال : حدثنا
بكار بن أحمد ، قال : حدثنا الحسن بن زياد الصيقل ، قال : أخبرني سلم العامري ،
قال : إنما شهر محمد بن عبد الله فاطمة بنت علي لما ولد محمد بن عبد الله جاءت
فنظرت إليه وأدخلت أصبعها
في فيه . فإذا في لسانه عقدة ، فكانت تربيه ، يكون عندها أكثر
مما يكون عند أمه ، حتى تخرج ، وخرج من الكتاب وعملت طعاما ، وأرسلت إلى نفر من
أهل بيته فتغدوا عندها ، ثم قالت : اللهم إن أخي الحسين كان دفع إلى سفطا
بخاتمه ، والله ما
أدري ما فيه ، وأرى إذا ولد هذا الغلام أن أدفعه إليه ، ثم
دعت بالسفط فدفعته إلى محمد بن عبد الله بمحضر من القوم ، وحمل معه إلى منزله
ما تدري ما فيه فهي التي شهرته ، وقال الناس فيه .
حدثني علي بن العباس ، قال : حدثنا عباد بن يعقوب
: قال : أخبرنا إبراهيم ابن محمد الخثعمي عن محمد بن يعلى عن القاسم بن عيلان
بن عبد الله ابن الحسن : قال : دعتني عمتي فاطمة بنت علي فقالت : يا بني . إن
أبي علي بن أبي طالب كان يذكر
أن أصغر ولده يدرك المهدي وأنا أصغر ولده . وقد كان يذكر ويصف
علامات فيه . فلست أراها في أحد غيرك : فان كنت أنت ذاك فعليك بالنمط الاوسط من
النمطين ، يرجع اليك الغالي . ويلحق المقصر ، ثم اشفني من بني أمية .
أخبرنا عمر بن عبد الله : قال : حدثنا أبو زيد ،
قال : حدثني يعقوب بن
القاسم قال : حدثني علي بن أبي طالب ، قال : أخبرني القاسم بن
المطلب العجلي ، قال : حدثني الكعبي منذ خمسين سنة ، أن أبا صالح حدثه قبل ذلك
بعشرين سنة ، أن أبا هريرة أخبره : أن المهدي اسمه محمد بن عبد الله ، في لسانه
رتة .
أخبرني عمر بن عبد الله ، قال : حدثنا عمر بن شبة
، قال : حدثني عبد الله بن نافع ، قال : حدثني إبراهيم بن علي الرافعي من ولد
أبي رافع ، قال : كان محمد تمتاما ، فرأيته على المنبر يتلجلج الكلام في صدره
فيضرب بيده عليه يستخرج الكلام .
وأخبرني أحمد بن محمد بن سعيد ، قال يحيى بن
الحسن ، قال : حدثني موسى بن عبد الله بن موسى عن أبيه ، قال : ولد محمد بن عبد
الله وبين كتفيه خال أسود كهيئة البيضة عظيما ، وكان يقال له صريح قريش وهو
المهدي . وكان صريحا وقد قال فيه الشاعر وهو سلمة بن أسلم الجهني :
إن الذي يروى الرواة لبين * إذا ما
ابن عبد الله فيهم تجردا
له خاتم لم يعطه الله غيره * وفيه علامات من البر والهدى
أخبرني يحيى بن علي . والعتكي ، والجوهري قالوا :
حدثنا عمر بن شبة . قال : حدثني محمد بن اسماعيل الجعفري أن ابن أبي ثابت أنشده
بيتا لا يدري من قاله :
إن يك ظني في محمد صادقا * يكن فيه ما
تروي الاعاجم
في الكتب قال : وقال سلمة بن أسلم . ثم أحد بني الربعة من
جهينة :
إنا لنرجو أن يكون محمد * إماما به
يحيا الكتاب المنزل
به يصلح الإسلام بعد فساده * ويحيا يتيم بائس ومعول
ويملا عدلا أرضنا بعد ملئها * ضلالا ويأتينا الذي كنت آمل
وقال أيضا :
إن كان في الناس لنا مهدي * يقيم فينا
سيرة النبي فانه محمد التقي
ولمحمد يقول إبراهيم بن علي بن هرمة :
لا والذي أنت منه نعمة سلفت * نرجو
عواقبها في آخر الزمن
ما غيرت وجهه أم مهجنة * إذ القتام يغشى أوجه الهجن
قال أبو زيد : وحدثني عبد الملك سنان المسمعي ،
قال . لهجت العوام بمحمد تسميه المهدي حتى كان يقال محمد بن عبد الله المهدي
عليه ثياب يمنية وقبطية .
قال أبو زيد : وحدثني الوليد بن هشام قال . حدثني
سهل بن بشر ، قال : سمعت فتاة تقول . ليت المهدي قد خرج ، تعني محمد بن عبد
الله . أخبرني أحمد بن سعيد ، قال حدثنا يحيى بن الحسن ، قال . حدثني غسان ابن
أبي غسان ، عن أبيه ، عن عيسى بن عبد الله ، قال : لم يزل محمد بن عبد الله منذ
كان غلاما إلى أن بلغ يتغيب ويستخفى ، ويسمى المهدي .
حدثني أحمد بن سعيد ، قال : حدثني يحيى بن الحسن
، قال : حدثني عبد الله ابن محمد ، عن حميد بن سعيد ، قال : لما ولد محمد بن
عبد الله سربه آل محمد ، وكانوا يروون عن النبي صلى الله عليه وآله أن اسم
المهدي محمد بن عبد الله فأملوه ، ورجوه ، وسروابه ، ووقعت عليه المحبة ،
وجعلوا يتذاكرونه في المجالس ، وتباشرت به الشيعة . وفي ذلك يقول الشاعر :
ليهنكم المولود آل محمد * إمام هدى
هادي الطريقة مهتدي
يسوم أمي الذل من بعد عزها * وآل ابي العاص الطريد المشرد
فيقلتهم قتلا ذريعا وهذه * بشارة جديه علي وأحمد
هما أنبانا أن ذلك كائن * برغم أنوف من عداة وحسد
أمية صبرا طال ما أطرت لكم * بنو هاشم آل النبي محمد
قال أبو الفرج علي بن الحسين : والروايات في هذا كثيرة يكتفي منها بما مضى .
* ( ذكر إنكار عبد الله بن الحسن
وأهله ) *
( وغيرهم أن يكون محمد المهدي ، وقولهم فيه إنه النفس الزكية
رضوان الله عليه وسلامه
حدثني علي بن العباس المقانعي
قال : حدثنا عباد بن يعقوب عن أبراهيم بن محمد الخثعمي عن يحيى بن يعلى عن محمد
بن بشر قال : قال رجل لعبدالله بن الحسن متى يخرج محمد ؟ قال : لا يخرج حتى
أموت وهو مقتول . قلت : إنا لله وإنا إليه
راجعون ، هلكت والله الامة . قال : كلا . قلت : فإبراهيم ؟
قال : ليس بخارج حتى اموت وهو مقتول . قلت : إنا لله هلكت والله الامة . قال :
فإذا مت خرجا جميعا فلا يلبثا إلا وهما مقتولان . قلت : إنا لله هلكت الامة .
قال : كلا ، فان صاحبهم منا غلام شاب ابن خمس وعشرين سنة يقتلهم تحت كل حجر أو
تحت كل كوكب .
حدثنا علي بن العباس قال : حدثنا بكار بن احمد
قال : حدثنا الحسن بن الحسين عن يحيى بن يعلى عن شيخ من بني سفيان قال : قلت
لعبدالله بن الحسن ثم ذكر مثل حديث عباد عن يحيى بن يعلى . أخبرنا يحيى بن علي
والعتكي والجوهري قالوا :
حدثنا عمر بن شبة قال : حدثنا محمد بن الهذيل بن عبيدالله قال :
سمعت من لا احصى من اصحابنا يذكرون أن عمرو بن عبيد كان ينكر ان يكون محمد بن
عبد الله هو المهدي ويقول كيف وهو يقتل ؟
قال أبو زيد : وحدثني محمد بن الهذيل قال: اخبرني
عثمان بن الحكم بن صخر الثقفي قال: جاءني مطر صاحب الحمام والقى نفسه على فراش
ثم تمدد فقلت : مالك ؟ فقال : ما يدعنا عمرو بن عبيد نعيش في الدنيا . قلت :
وكيف ؟ قال : قال عمرو إن
امرنا ينفسخ لا يتم وإن جهادنا يذهب باطلا . قال : قلت :
فاذهب بنا إليه . قال : فانطلقت انا وهو حتى اتينا عمرا فقلت : يا ابا عثمان ما
يقول أبو رجاء ؟ قال . صدق . قلت : وكيف يقول ذلك ؟ قال : فهو المقتول بالمدينة
.
قال أبو زيد : وحدثني إبراهيم بن إسحاق الغطفاني
قال : حدثني كثير بن
الصلت قال : اخبرني يوسف بن قتيبة بن مسلم ولم ار بأهلنا قط
خيرا منه قال : اخبرني اخي مسلم بن قتيبة قال : ارسل إلي أبو جعفر فدخلت عليه
فقال : قد خرج محمد بن عبد الله وتسمى بالمهدي ، وو الله ما هو به واخرى اقولها
لك لم اقلها لاحد قبلك ، ولا اقولها لاحد بعدك وابني والله ما هو بالمهدي الذي
جاءت به الرواية ولكنني تيمنت به وتفاءلت به .
قال أبو زيد : وحدثني محمد بن يحيى قال : حددثني
ابن ابي ثابت عن ابي العباس الفلسطي قال : قلت لمروان بن محمد : جد محمد بن عبد
الله فانه يدعى هذا الامر ويتسمى بالمهدي . فقال : مالي وله ، ما هو به ولا من
ابيه وانه لابن ام ولد ولم يهجه مروان حتى قتل .
قال أبو زيد حدثني محمد بن يحيى عن عبد الله بن
يحيى عن عبد الله بن الحسن ابن الفرات قال : رحت عشية من قرية مع عبد الله
والحسن ابني الحسن بن الحسن ابن علي فصمنا المسير إلى داود بن علي وعبد الله بن
علي بن عبد الله بن العباس
فأقبل داود على عبد الله بن الحسن يدعوه إلى ان يظهر ابنه
محمدا - وذلك قبل ان يملك بنو العباس - فقال عبد الله : لم يأت الوقت الذي يظهر
فيه محمد بعد . قال : فسمع عبد الله بن علي الحديث فالتفت إلى عبد الله بن
الحسن فقال له يا ابا محمد :
سيكفيك الجعالة مستميت * خفيف الحاذ
من فتيان جرم
أنا والله الذي اظهر عليهم واقتلهم وانتزع ملكهم .
حدثني احمد بن سعيد قال : حدثنا يحيى بن الحسن
قال : حدثنا احمد بن عبد الله بن موسى قال : حدثني ابي : ان جماعة من علماء اهل
المدينة اتوا علي بن الحسن فذكروا له هذا الامر . فقال : محمد بن عبد الله اولى
بهذا مني فذكر حديثا طويلا قال :
ثم اوقفني على احجار الزيت فقال : هاهنا تقتل النفس الزكية .
قال : فرأيناه في ذلك الموضع الذي اشار إليه مقتولا . رضوان الله عليه وسلامه .
أخبرنا علي بن العباس قال : حدثنا عباد بن يعقوب قال : حدثنا يحيى بن
يعلى عن عمر بن موسى عن ابن علي عن آبائه قال : النفس الزكية
من ولد الحسن . أخبرنا عمر بن عبد الله قال : اخبرنا عمر بن شبة قال : حدثني
عيسى بن عبد الله قال : حدثتني امي ام الحسين بنت عبد الله بن محمد بن علي بن
الحسين قالت :
قلت لعمي جعفر بن محمد : إني - فديتك - ما امر محمد هذا ؟ قال
: فتنة يقتل محمد عند بيت رومي ويقتل اخوه لامه وابيه بالعراق وحوافر فرسه في
الماء أخبرني عمر بن عبد الله قال : حدثنا عمر بن شبة قال : حدثنا محمد بن
الحسن ابن زبالة
عن الحسين بن زيد عن مسلم بن بشار قال : كنت مع محمد بن عبد
الله عند غنائم خشرم فقال لي : هاهنا تقتل النفس الزكية . قال : فقتل هناك .
أخبرني عمر قال : حدثنا أبو زيد قال : وممارثى به
محمد بن عبد الله بن الحسن :
رحم الله شبابا * قتلوا يوم الثنيه
فر عنه الناس طرا * غير خيل اسديه
قاتلوا عنه بنيا * ت واحساب نقيه
قتل الرحمن عيسى * قاتل النفس الزكيه
قال أبو زيد وحدثني محمد بن إسماعيل قال : حدثني
عبد العزيز وعمران الزهري عن ابيه قال : كان البيت من الشعر يسقط على محمد
فيتكب الينا لنفيده إياه وإنه لفي أخوف خوفه .
حدثني عمر قال : حدثني أبو زيد اخبرني عمر بن عبد
الله قال حدثنا عمر ابن شبة قال : حدثني إسماعيل بن ابراهيم بن ابي عمرو قال :
سمعت عبد الله بن حفص بن عاصم العمري يقول في حديث حدث به عن محمد بن عبد الله
: حدثني من لم تر
عيني ممن خلق الله خيرا منه ولا اراه ابدا ، محمد بن عبد الله
فقال له ابنه عبد الله الاشتر : إنما افلت من يدي أبي جعفر امس من ضرب عنقك
وهذا ابنه . فقال : يا بني هذا والله امر لا يبالي ابوك لو ضربت عليه عنقه .
أخبرني عمر بن عبد الله قال .
حدثنا أبو زيد قال . حدثنا علي بن الجعد قال . أخبرني عبد العزيز بن الماجشون :
أن محمد بن عبد الله كلمه في القدر . قال . وكان قدريا . قال : فذكرت ذلك لموسى
بن عبد الله . فقال لا إنما كان يشتمل الناس .
أخبرني عمر بن عبد الله العتكي قال . حدثنا عمر
بن شبة قال . حدثنا محمد ابن إسماعيل عن ابيه عن سعيد بن عقبة قال : كنا مع عبد
الله بن الحسن بسويقة وبين يديه صخرة فقام محمد يعالجها ليرفعها فأقلها حتى بلغ
ركبتيه ، فنهاه عبد الله فانتهى ، فلما
رحل عبد الله عاد إليها فاستقلها على منكبه ثم القاها فحزرت
الف رطل . قال : وحدثني موسى بن عبد الله عن ابيه عن سعيد بن عقبة بهذا . قال
أبو زيد : ووقف موسى على الصخرة بسويقة وذكر لي انه ورجل من اصحابه عالجها وهي
على حرفها وكان جهدهما ان حركا .
حدثني علي بن العباس المقانعي قال . حدثنا بكار
بن احمد قال . حدثنا الحسن ابن الحسين عن محمد بن مساور عن مضرس بن فضالة
الاسدي قال . صعد محمد بن عبد الله المنبر في المدينة فخطب الناس فحمد الله
واثنى عليه ثم قال . أيها الناس ، ما
يسرني ان الامة اجتمعت إلي كما اجتمعت هذه الحلقة في يدي -
يعني سير سوطه - واني سئلت عن باب حلال وحرام لا يكون عندي مخرج منه .
حدثني محمد بن الحسين الاشناني قال . حدثنا
الحسين بن الحكم قال . حدثنا الحسن بن الحسين عن محمد بن مساور بهذا . حدثني
علي بن العباس قال . حدثنا عباد بن يعقوب قال . حدثنا ارطاة قال قال لنا
إبراهيم بن ابي يحيى . ايهما افضل عندكم .
جعفر بن محمد أو محمد بن عبد الله ؟ قال . قلنا له . انت اعلم
فقد رأيتهما ولم نراهما . فقال . ما رأيت احدا انظر في دقيق الامر من محمد بن
عبد الله .
حدثني علي بن العباس قال : انبأنا بكار بن احمد
قال . حدثنا يحيى بن
الحسن قال . حدثني حماد بن يعلى قال . قلت لعلي بن عمر بن علي
بن الحسين . امتع الله بك اسمعت جعفرا يذكر في محمد وإبراهيم شيئا ؟ قال .
سمعته حين امره أبو جعفر ان يسير إلى الربذة فقال . يا علي بنفسي انت سر معي
فسرت معه إلى
الربذة فدخل على ابي جعفر وقمت انتظره فخرج علي جعفر وعيناه
تذرفان فقال لي . يا علي ما لقيت من ابن الخبيثة والله لا امضي ثم قال . رحم
الله ابني هند إنهما إن كانا لصابرين كريمين ، والله لقد مضيا ولم يصبهما دنس .
قال : وقال غيره إنه قال : فما آسى على شئ إلا على تركي إياهما لم أخرج معهما .
حدثنا علي بن العباس ، قال : أنبأنا بكار بن أحمد
، قال : حدثنا الحسن بن الحسين عن سليمان بن نهيك ، قال : كان موسى ، وعبد الله
ابنا جعفر ، عند محمد بن عبد الله ، فأتاه جعفر فسلم ، ثم قال : تحب أن يصطلم
أهل بيتك ؟ قال : ما أحب ذلك .
قال : فان رأيت أن تأذن لي فانك تعرف علتي . قال : قد أذنت لك
. ثم التفت محمد بعدما مضى جعفر ، إلى موسى ، وعبد الله ابني جعفر فقال : الحقا
بأبيكما فقد أذنت لكما ، فانصرفا . فالتفت جعفر فقال : مالكما ؟ قال : قد أذن
لنا . فقال جعفر : إرجعا فما كنت بالذي أبخل بنفسي وبكما عنه ، فرجعا فشهدا
محمدا .
أخبرنا علي بن العباس . قال حدثنا يحيى بن الحسن
بن محمد بن عبد الواحد ، قال : حدثنا يحيى بن الحسن بن الفرات ، عن غالب الاسدي
، قال : سمعت عيسى ابن زيد يقول : لو أنزل الله على محمد - صلى الله عليه وآله
- أنه باعث بعده نبيا لكان
ذلك النبي محمد بن عبد الله بن الحسن . فقال يحيى بن الحسن -
فيما حدثني ابن سعيد عنه - قال : يعقوب بن عربي : سمعت أبا جعفر المنصور يقول
في أيام بني أمية ، وهو في نفر من بني أبيه ( عند محمد بن عبد الله بن حسن )
قال : ما في آل محمد - صلى الله عليه وآله - أعلم بدين الله ، ولا أحق بولاية
الامر من محمد بن عبد الله ، وبايع له ، وكان يعرفني
بصحبته والخروج معه . قال يعقوب بن عربي : فلما قتل محمد
حبسني بضع عشرة سنة .
أخبرني يحيى بن علي ، وأحمد بن عبد العزيز ، وعمر
بن عبيدالله العتكي ، قالوا : حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثني محمد بن يحيى ، عن
عبد العزيز بن عمران ، عن عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة ،
قال أبو زيد ، وحدثني
جعفر بن محمد بن إسماعيل بن الفضل الهاشمي ، عن رجل من بني
كنانة ، قال أبو زيد ، وحدثني عبد الرحمن بن عمرو بن حبيب ، عن الحسن بن أيوب
مولى بني نمير ، عن عبد الاعلى بن أعين . كل هؤلاء قد روى هذا الحديث بألفاظ
مختلفة ،
ومعان قريبة ، فجمعت رواياتهم ، لئلا يطول الكتاب بتكرير
الاسانيد : أن بني هاشم اجتمعوا فخطبهم عبد الله بن الحسن فحمد الله وأثنى عليه
ثم قال : إنكم أهل البيت قد فضلكم الله بالرسالة ، واختاركم لها ، وأكثركم بركة
يا ذرية محمد صلى الله عليه
وآله بنو عمه وعترته ، وأولى الناس بالفزع في أمر الله ، من
وضعه الله موضعكم من نبيه صلى الله عليه وآله ، وقد ترون كتاب الله معطلا ،
وسنة نبيه متروكة ، والباطل حيا ، والحق ميتا . قاتلوا لله في الطلب لرضاه بما
هو ، أهله ، قبل أن ينزع
منكم اسمكم ، وتهونوا عليه كما هانت بنو إسرائيل ، وكانوا أحب
خلقه إليه ، وقد علمتم انا لم نزل نسمع أن هؤلاء القوم إذا قتل بعضهم بعضا خرج
الامر من أيديهم ، فقد قتلوا صاحبهم - يعني الوليد بن يزيد - فهلم نبايع محمدا
، فقد علمتم أنه المهدي
فقالوا : لم يجتمع أصحابنا بعد ، ولو اجتمعوا فعلنا ، ولسنا
نرى أبا عبد الله جعفر ابن محمد ، فأرسل إليه ابن الحسن فأبى أن يأتي ، فقام
وقال : أنا آت به الساعة ، فخرج بنفسه حتى أتى مضرب الفضل بن عبد الرحمن بن
العباس بن ربيعة بن الحرث
، فأوسع له الفضل ولم يصده ، فعلمت أن الفضل أسن منه ، فقام
له جعفر وصدره ، فعلمت أنه أسن منه . ثم خرجنا جميعا حتى أتينا عبد الله ، فدعى
إلى بيعة محمد ، فقال له جعفر :
إنك شيخ ، وإن شئت بايعتك ، وأما ابنك فوالله لا ابايعه وادعك
. وقال عبد الله الاعلى في حديثه : إن عبد الله بن الحسن قال لهم : لا ترسلوا
إلى جعفر فانه يفسد عليكم ، فأبوا . قال : فأتاهم وأنا معهم ، فأوسع له عبد
الله إلى جانبه وقال : قد علمت ما
صنع بنا بنو أمية ، وقد رأينا أن نبايع لهذا الفتى . فقال :
لا تفعلوا : فان الامر لم يأت بعد . فغضب عبد الله وقال : لقد علمت خلاف ما
تقول ، ولكنه يحملك على ذلك الحسد لابني . فقال : لا والله ، ما ذاك يحملني ،
ولكن هذا وإخوته وأبناؤهم دونكم .
وضرب يده على ظهر أبي العباس ، ثم نهض واتبعه ، ولحقه عبد
الصمد ، وأبو جعفر فقالا : يا أبا عبد الله ، أتقول ذلك ؟ قال : نعم والله
أقوله وأعلمه !
قال أبو زيد ، وحدثني إبراهيم بن محمد بن عبد
الله بن أبي الكرام بهذا الحديث ، عن أبيه : ان جعفرا قال لعبد الله بن الحسن :
إنها والله ما هي إليك ، ولا إلى ابنيك ، ولكنها لهؤلاء ، وإن ابنيك لمقتولان .
فتفرق اهل المجلس ولم يجتمعوا بعدها : وقال
عبد الله بن جعفر بن المسور في حديثه : فخرج جعفر يتوكأ على
يدي فقال لي : أرأيت صاحب الرداء الاصفر ؟ يعني أبا جعفر . قلت : نعم قال :
فانا والله نجده يقتل محمدا ، قلت : أو يقتل محمدا ؟ قال : نعم . فقلت في نفسي
: حسده ورب الكعبة . ثم ما خرجت والله من الدنيا حتى رأيته قتله .
أخبرني عيسى بن الحسين الوراق ، قال : حدثنا
الخراز عن المدائني ، وأخبرني الحسن بن علي ، قال : حدثنا عبد الله بن أبي سعد
، قال : حدثني علي ابن عمرو ، عن ابن داحة : أن جعفرا بن محمد قال لعبدالله بن
الحسن : إن هذا الامر ، والله ليس
إليك ، ولا إلى ابنيك ، وإنما هو لهذا - يعني السفاح - ثم
لهذا - يعني المنصور ، ثم لولده من بعده ، لا يزال فيهم حتى يؤمر الصبيان ،
ويشاور وا النساء .
فقال عبد الله : والله يا جعفر ، ما أطلعك الله على غيبه ،
وما قلت هذا إلا حسدا لابني . فقال : لا والله ما حسدت ابنك ، وإن هذا - يعني
أبا جعفر - يقتله على أحجار الزيت ، ثم يقتل أخاه بعده بالطفوف ، وقوائم فرسه
في الماء . ثم قام مغضبا يجر
رداءه ، فتبعه أبو جعفر فقال : أتدري ما قلت يا أبا عبد الله
؟ قال : إي والله أدريه ، وإنه لكائن . قال : فحدثني من سمع أبا جعفر يقول :
فانصرفت لوقتي فرتبت عمالي ، وميزت أموري تمييز مالك لها . قال : فلما ولي أبو
جعفر الخلافة سمي جعفرا الصادق ، وكان إذا ذكره قال : قال لي الصادق جعفر بن
محمد كذا وكذا ، فبقيت عليه .
أخبرني عيسى بن الحسين ، قال : حدثنا الخزاز ،
قال : حدثني المدائني عن سحيم ابن حفص : أن نفرا من بني هاشم اجتمعوا بالابواء
من طريق مكة ، فيهم إبراهيم الامام ، والسفاح ، والمنصور ، وصالح بن علي ، وعبد
الله بن الحسن ، وابناه محمد ،
وابراهيم ، ومحمد بن عبد الله بن عمر بن عثمان ، فقال لهم
صالح بن علي : إنكم القوم الذين تمتد أعين الناس إليهم ، فقد جمعكم الله في هذا
الموضع ، فاجتمعوا على بيعة أحدكم ، فتفرقوا في الآفاق ، وادعوا الله، لعل الله
أن يفتح عليكم وينصركم.
فقال أبو جعفر : لاي شئ تخدعون أنفسكم ، والله لقد علمتم ما
الناس إلى أحد أميل أعناقا ، ولا أسرع إجابة منهم إلى هذا الفتى يعني محمد بن
عبد الله - . قالوا : قد والله صدقت ، وإنا لنعلم هذا . فبايعوا جميعا محمدا ،
وبايعه ابراهيم الامام ،
والسفاح ، والمنصور ، وسائر من حضر ، فذلك الذي أغرى القوم
لمحمد بالبيعة التي كانت في أعناقهم . قال : ثم لم يجتمعوا إلى أيام مروان بن
محمد . ثم اجتمعوا فبيناهم يتشاورون إذ جاء رجل إلى ابراهيم فشاوره بشئ فقام ،
وتبعه العباسيون ، فسأل العلويون
عن ذلك فإذا الرجل قد قال لابراهيم الامام . قد أخذت لك
البيعة بخراسان واجتمعت لك الجيوش ، فلما علم ذلك عبد الله بن الحسن احتشم
إبراهيم الامام وخافه وتوقاه ، فكتب إلى مروان بن محمد إني برئ من إبراهيم وما
أحدث .