- مقاتل الطالبيين- ابو الفرج الاصفهاني ص 308 : -

* ( يحيى بن عبد الله بن الحسن ) *

ويحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب عليه السلام ويكنى أبا الحسن . وأمه قريبة بنت عبد الله . وهو ذبيح بن أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الاسود بن المطلب بن اسد بن عبد العزى بن قصى . وهي بنت أخي هند بنت

أبي عبيدة . وكان حسن المذهب والهدى ، مقدما في أهل بيته ، بعيدا مما يعاب على مثله . وقد روى الحديث واكثر الرواية عن جعفر بن محمد . وروى عن ابيه وعن اخيه محمد ، وعن أبان بن تغلب . وروى عنه مخول بن إبراهيم ، وبكار بن زياد

، ويحيى بن مساور ، وعمرو بن حماد . وأوصى إليه جعفر بن محمد لما حضرته الوفاة ، وإلى ام موسى ، وإلى ام ولد فكان يلي امر تركاته والاصاغر من ولده ، جاريا على ايديهم .


حدثني علي بن إبراهيم العلوي ، قال : حدثنا الحسين بن علي بن هاشم المزني . قال : حدثنا سعيد بن عثمان ، قال : حدثنا بكار بن زياد ، عن يحيى بن عبد الله بن الحسن ، قال : قال الحسن بن محمد المزني ، وحدثني حرب بن الحسن الطحان ،

قال : حدثني بعض اصحابنا ، قال : سمعنا يحيى بن عبد الله بن الحسن يقول : اوصى إلي جعفر بن محمد ، وإلى موسى ، وإلى ام ولد كانت له ، فأينا كان الوصي . حدثنا علي بن العباس ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن هاشم ، قال : حدثني علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير ، قال : كان جعفر بن محمد قد ربى
 

- ص 309 -

يحيى بن عبد الله بن الحسن ، فكان يحيى يسميه حبيبي ، وكان إذا حدث عنه قال حدثني حبيبي جعفر بن محمد . حدثني علي ، قال : حدثنا الحسن بن هاشم ، قال حدثنا الحسن بن محمد قال حدثني إسماعيل بن موسى الفزاري ، قال : رأيت يحيى بن

عبد الله بن الحسن جاء إلى مالك بن أنس بالمدينة فقام له عن مجلسه واجلسه إلى جنبه . قال : ورأيته بالسوق أو بغيره من طريق مكة . وكان قصيرا ، آدم ، حسن الوجه والجسم تعرف سلالة الانبياء في وجهه ، رضوان الله عليه ورحمته .



* ( ذكر الخبر عن مقتله ) *

حدثني احمد بن عبيدالله بن عمار ، قال : حدثني علي بن محمد بن سليمان النوفلي عن أبيه ، قال : وحدثني ايضا احمد بن سليمان بن أبي شيخ ، وهاشم بن احمد البغوي وغيرهم . وحدثني علي بن إبراهيم العلوي قال : كتب إلي محمد بن حماد يذكر

أن محمد بن إسحاق البغوي حدثه عن ابيه وغيره من مشايخه ، وحدثني علي ابن إبراهيم ، قال : كتب إلي إبراهيم بن بنان الخثعمي يذكر عن محمد بن ابي الخنساء . وقد جمعت روايتهم في خبر يحيى إلا ما عسى ان يكون من خلاف بينهم فأفرده

واذكر رواته . قالوا : إن يحيى بن عبد الله بن الحسن لما قتل اصحاب فخ كان في قبلهم فاستتر مدة يجول في البلدان ويطلب موضعا يلجأ إليه ، وعلم الفضل بن يحيى بمكانه في بعض النواحي فأمره بالانتقال عنه وقصد الديلم ، وكتب له منشورا لا

يتعرض له احد . فمضى متنكرا حتى ورد الديلم ، وبلغ الرشيد خبره وهو في بعض الطريق فولى الفضل بن يحيى نواحي المشرق ، وامره بالخروج إلى يحيى .

فحدثني علي بن إبراهيم العلوي ، قال : كتب إلى موسى بن محمد بن حماد يخبرني أن محمد بن يوسف حدثه عن عبد الله بن خوات ، عن جعفر بن يحيى الاحول

- ص 310 -

عن إدريس بن زيد ، قال : عرض رجل للرشيد فقال : يا أمير المؤمنين نصيحة . فقال لهرثمة : اسمع ما يقول. قال : إنها من أسرار الخلافة . فأمره ألا يبرح ، فلما كان في وقت الظهيرة دعا به فقال : اخلني ، فالتفت الرشيد إلى ابنيه فقال : انصرفا

فانصرفا ، وبقي خاقان والحسن على رأسه فنظر الرجل اليهما ، فقال الرشيد: تنحيا عني ، ففعلا ، ثم اقبل على الرجل فقال: هات ما عندك . قال : على ان تؤمنني من الاسود والاحمر . قال : نعم ، واحسن اليك قال : كنت في خان من خانات حلوان

، فإذا أنا بيحيى بن عبد الله في دراعة صوف غليظة وكساء صوف احمر غليظ ، ومعه جماعة ينزلون إذا نزل ويرتحلون إذا رحل ويكونون معه ناحية ، فيوهمون من رآهم انهم لا يعرفونه وهم أعوانه ، مع كل واحد منهم منشور بياض يؤمن به إن

عرض له . قال : أو تعرف يحيى ؟ قال : قديما وذاك الذي حقق معرفتي بالامس له . قال : فصفه لي . قال : مربوع ، اسمر ، حلو السمرة ، اجلح ، حسن العينين عظيم البطن . قال : هو ذاك . فما سمعته ؟ قال ما سمعته يقول شيئا ، غير أني

رأيته رأيت غلاما له اعرفه لما حضر وقت صلاته فأتاه بثوب غسيل فألقاه في عنقه ونزع جبته الصوف ليغسلها فلما كان بعد الزوال صلى صلاة ظننتها العصر ، أطال في الاولتين وحذف الاخيرتين . فقال له الرشيد : لله ابوك ، لجاد ما حفظت ، تلك

صلاة العصر وذلك وقتها عند القوم ، أحسن الله جزاءك ، وشكر سعيك فما انت ؟ وما اصلك ؟ فقال : أنا رجل من ابناء هذه الدولة ، واصلي مرو ، ومنزلي بمدينة السلام . فأطرق مليا ثم قال : كيف احتمالك لمكروه مني تمتحن به في طاعتي ؟ قال:

ابلغ في ذلك حيث احب أمير المؤمنين . قال : كن بمكانك حتى ارجع ، فقام فطعن في حجرة كانت خلفه ، فأخرج
 

- ص 311 -

صرة فيها الف دينار ، فقال : خذ هذه ودعني وما ادبر فيك ، فأخذها الرجل وضم عليها ثوبه ، ثم قال : يا غلام ، فأجابه مسرور ، وخاقان ، والحسين فقال : اصفعوا ابن اللخناء . فصفعوه نحو مائة صفعة ، فخفي الرجل بذلك ، ولم يعلم احد بما

كان القي إليه الرجل ، وظنوا انه ينصح بغير ما يحتاج إليه ، لما جرى عليه من المكروه حتى كان من الرشيد ما كان في أمر البرامكة فأظهر ذلك . رجع الحديث إلى سياقة خبر يحيى . قالوا : فلما علم الفضل بمكان يحيى بن عبد الله كتب إلى يحيى :

إني احب أن احدث بك عهدا ، واخشى ان تبتلي بي وابتلي بك ، فكاتب صاحب الديلم ، فإني قد كاتبته لك لتدخل في بلاده فتمتنع به . ففعل ذلك يحيى . وكان قد صحبه جماعة من اهل الكوفة ، فيهم ابن الحسن بن صالح بن حي كان يذهب مذهب

الزيدية البترية في تفضيل ابي بكر وعمر وعثمان في ست سنين من إمارته ويكفره في باقي عمره ، ويشرب النبيذ ويمسح على الخفين ، وكان يخالف يحيى في أمره ويفسد اصحابه . قال يحيى بن عبد الله : فأذن المؤذن يوما وتشاغلت بطهوري ،

واقيمت الصلاة فلم ينتظرني وصلى بأصحابي ، فخرجت فلما رأيته يصلي قمت اصلي ناحية ولم اصل معه ، لعلمي أنه يمسح على الخفين ، فلما صلى قال لاصحابه : علام نقتل انفسنا مع رجل لا يرى الصلاة معنا ونحن عنده في حال من لا

يرضى مذهبه ؟ قال : واهديت إلي شهدة في يوم من الايام وعندي قوم من اصحابي فدعوتهم إلى اكلها فدخل في اثر ذلك فقال : هذه الاثرة ، اتأكله انت وبعض أصحابك دون بعض ؟ فقلت له ! هذه هدية اهديت إلي ، وليست من الفئ الذي لا يجوز هذا فيه .

- ص 312 -

فقال لا : ولكنك لو وليت هذا الامر لا ستأثرت ولم تعدل . وأفعال مثل هذا من الاعتراض . وولى الرشيد الفضل بن يحيى جميع كور المشرق وخراسان ، وأمره بقصد يحيى والخديعة به ، وبذل له الاموال والصلة إن قبل ذلك ، فمضى الفضل

فيمن ندب معه ، وراسل يحيى بن عبد الله فأجابه إلى قبوله ، لما رأى من تفرق اصحابه وسوء رأيهم فيه ، وكثرة خلافهم عليه ، إلا انه لم يرض الشرائط التي شرطت له ، ولا الشهود الذين شهدوا عليه ، وكتب لنفسه شروطا ، وسمي شهودا ،

وبعث بالكتاب إلى الفضل ، فبعث به إلى الرشيد فكتب له على ما اراد ، واشهد له من التمس .


فحدثني احمد بن عبيدالله بن عمار ، وابو عبيد الصيرفي ، قالا : حدثنا محمد ابن علي بن خلف ، قال : حدثني بعض الحسنيين ، عن عبيدالله بن محمد بن سليمان ابن عبد الله بن الحسن ، قال : قال عبد الله بن موسى : اتيت عمي يحيى بن عبد الله بعد

انصرافه من الديلم وبعد الامان فقلت : يا عم ، ما بعدي مخبر ولا بعدك مخبر فأخبرني بما لقيت . فقال : ما كنت إلا كما قال حيي بن اخطب اليهودي :

لعمرك ما لام ابن اخطب نفسه * ولكن من لا ينصر الله يخذل
فجاهد حتى أبلغ النفس عذرها * وقلقل يبغى العز كل مقلقل


رجع الحديث إلى سياقة خبر يحيى بن عبد الله . قالوا : فلما جاء الفضل إلى بلاد الديلم قال يحيى بن عبد الله : اللهم اشكر لي إخافتي قلوب الظالمين ، اللهم إن تقض لنا النصر عليهم فانما نريد إعزاز دينك ، وإن تقض لهم النصر فيما تختار لاوليائك

وأبناء أوليائك من كريم المآب وسنى الثواب فبلغ ذلك الفضل فقال : يدعو الله أن يرزقه السلامة ، فقد رزقها . قالوا : فلما ورد كتاب الرشيد على الفضل وقد كتب الامان على ما رسم يحيى واشهد الشهود الذين التمسهم ، وجعل الامان على نسختين إحداهما مع يحيى

- ص 313 -

والاخرى معه ، شخص يحيى مع الفضل حتى وافى بغداد ودخلها معادلة في عمارية على بغل ، فقال مروان بن أبي حفصة.

وقالوا الطالقان يجن كنزا * سيأتينا به الدهر المديل
فأقبل مكذبا لهم بيحيى * وكنز الطالقان له زميل


فحدثني علي بن إبراهيم العلوي ، عن محمد بن موسى بن حماد ، قال : حدثني محمد بن إسحاق البغوي ، قال : حدثني ابي ، قال : كنا مع يحيى بن عبد الله بن الحسن فسأله رجل كان معنا كيف تخيرت الدخول إلى الديلم من بين النواحي ؟ قال : إن للديلم معنا خرجة فطمعت أن تكون معي .


رجع الحديث إلى سياقة الخبر . قالوا : فلما قدم يحيى أجازه الرشيد بجوائز سنية ( ) إن مبلغها مائتا الف دينار ، وغير ذلك من الخلع والحملان ، فأقام على ( ) وفي نفسه الحيلة على يحيى والتفرغ له ، وطلب العلل عليه وعلى اصحابه ، حتى اخد

رجلا يقال له : فضالة بلغه أنه يدعو إلى يحيى فحبسه ، ثم دعا به فأمره ان يكتب إلى يحيى بأنه قد اجابه جماعة من القواد واصحاب الرشيد ففعل ذلك ، وجاء الرسول إلى يحيى فقبض عليه وجاء به إلى يحيى بن خالد فقال له هذا جاءني بكتاب لا

اعرفه ، ودفع الكتاب إليه فطابت نفس الرشيد بذلك ، وحبس فضالة هذا فقيل له : انك تظلمه في حبسك إياه . فقال : أنا اعلم ذلك ، ولكن لا يخرج وانا حي ابدا . قال فضالة : فلا والله ما ظلمني لقد كنت عهدت إلى يحيى إن جاءه مني كتاب ألا يقبله

وان يدفع الرسول إلى السلطان ، وعلمت انه سيحتال عليه بي . قالوا : فلما تبين يحيى بن ( عبد الله ) ما يراد به استأذن في الحج فأذن له . وقال علي بن إبراهيم في حديثه : لم يستأذن في الحج ، ولكنه قال للفضل
 

- ص 314 -

ذات يوم : اتق الله في دمي ، واحذر ان يكون محمد صلى الله عليه وآله خصمك غدا في فرق له واطلقه . وكان على الفضل عين للرشيد قد ذكر ذلك له ، فدعا بالفضل وقال : ما خبر يحيى بن عبد الله ؟ قال : في موضعه عندي مقيم . قال : وحياتي !

قال : وحياتك إني اطلقته ، سألني برحمه من رسول الله فرققت له . قال : احسنت ، قد كان عزمي ان اخلي سبيله . فلما خرج أتبعه طرفه وقال : قتلني الله إن لم اقتلك . قالوا : ثم إن نفرا من أهل الحجاز تحالفوا على السعاية بيحيى بن عبد الله ابن

الحسن والشهادة عليه بأنه يدعو إلى نفسه ، وان امانه منتقض ، فوافق ذلك ما كان في نفس الرشيد له ، وهم : عبد الله بن مصعب الزبيري وابو البختري وهب ابن وهب ، ورجل من بني زهرة ، ورجل من بني مخزوم . فوافوا الرشيد لذلك

واحتالوا إلى ان أمكنهم ذكرهم له ، فأشخصه الرشيد إليه وحبسه عند مسرور الكبير في سرداب ، فكان في اكثر الايام يدعو به فيناظره ، إلى ان مات في حبسه رضوان الله عليه . واختلف الناس في أمره ، وكيف كانت وفاته ، وسأذكر ذلك في

موضعه حدثني احمد بن عبيدالله بن عمار ، قال : حدثنا احمد بن سليمان بن أبي شيخ ، عن ابيه ، وعن غيره : أن الرشيد دعا بيحيى يوما فجعل يذكر ما رفع إليه في امره وهو يخرج كتبا كانت في يده حججا له ، فيقرؤها الرشيد واطراف الكتب في

يد يحيى ، فتمثل بعض من حضر :

أني أتيح له حرباء تنضبه * لا يرسل الساق إلا مرسلا ساقا

فغضب الرشيد من ذلك وقال للمتمثل : أتؤيده وتنصره ؟ قال : لا ، ولكني شبهته في مناظرته واحتجاجه بقول هذا الشاعر . ثم اقبل عليه فقال : دعني من هذا ، يا يحيى أينا احسن وجها أنا أو انت ؟
 

- ص 315 -

قال : بل أنت يا أمير المؤمنين ، إنك لانصع لونا واحسن وجها . قال : فأينا اكرم واسخى : انا أو انت ؟ فقال : وما هذا يا امير المؤمنين ، وما تسألني عنه ، انت تجبى اليك خزائن الارض وكنوزها ، وانا اتمحل معاشى من سنة إلى سنة . قال :

فأينا اقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، انا أو انت ؟ قال : قد اجبتك عن خطتين فاعفني من هذه ! قال : لا والله . قال : بل فاعفني ، فحلف بالطلاق والعتاق ألا يعفيه . فقال : يا أمير المؤمنين لو عاش رسول الله صلى الله عليه وآله وخطب

اليك ابنتك أكنت تزوجه ؟ قال : إي والله ! قال : فلو عاش فخطب إلي أكان يحل لي أن أزوجه ؟ قال : لا قال : فهذا جواب ما سألت . فغضب الرشيد وقام من مجلسه ، وخرج الفضل بن ربيع وهو يقول : لوددت أني فديت هذا المجلس بشطر ما

املكه . قالوا : ثم رده إلى محبسه في يومه ذلك. ثم دعا به وجمع بينه وبين عبد الله بن مصعب الزبيري ليناظره فيما رفع إليه فجبهه ابن مصعب بحضرة الرشيد وقال له : نعم يا امير المؤمنين إن هذا دعاني إلى بيعته . قال له يحيى : يا امير المؤمنين .

اتصدق هذا وتستنصحه ؟ وهو ابن عبد الله ابن الزبير الذي ادخل اباك وولده الشعب واضرم عليهم النار حتى تخلصه أبو عبد الله الجدلي صاحب علي بن ابي طالب منه عنوة . وهو الذي بقي اربعين جمعة لا يصلي على النبي - صلى الله عليه وآله -

في خطبته حتى التاث عليه الناس ، فقال : إن له اهل بيت سوء إذا صليت عليه أو ذكرته أتلعوا اعناقهم واشر أبوا لذكره وفرحوا بذلك فلا احب ان اقر عينهم بذكره . وهو الذي فعل بعبد الله بن العباس مالا خفاء به عليك حتى لقد ذبحت يوما عنده

بقرة فوجدت كبدها قد نقبت فقال ابنه علي بن عبد الله : يا أبة اما ترى كبد هذه البقرة ؟ فقال : يا بني ، هكذا ترك
 

- ص 316 -

ابن الزبير كبد ابيك ، ثم نفاه إلى الطائف ، فلما حضرته الوفاة قال لعلي ابنه : يا بني ، الحق بقومك من بني عبد مناف بالشام ، ولا تقم في بلد لابن الزبير فيه إمرة . فاختار له صحبة يزيد بن معاوية على صحبة عبد الله بن الزبير . ووالله إن عداوة

هذا يا أمير المؤمنين لنا جميعا بمنزلة سواء ، ولكنه قوى علي بك وضعفت عنك ، فتقرب بي اليك ، ليظفر منك بما يريد ، إذ لم يقدر على مثله منك ، وما ينبغي لك ان تسوغه ذلك في ، فان معاوية بن أبي سفيان ، وهو ابعد نسبا منك الينا ، ذكر يوما

الحسن بن علي فسفهه فساعده عبد الله بن الزبير على ذلك ، فزجره معاوية وانتهره فقال : إنما ساعدتك يا أمير المؤمنين ! فقال : إن الحسن لحمي آكله . ولا أوكله . فقال عبد الله بن مصعب : إن عبد الله بن الزبير طلب امرا فأدركه . وإن الحسن

باع الخلافة من معاوية بالدراهم ، أتقول هذا في عبد الله بن الزبير ، وهو ابن صفية بنت عبد المطلب ؟ فقال يحيى : يامير المؤمنين ، ما انصفنا ان يفخر علينا بامرأة من نسائنا وامرأة منا ، فهلا فخر بهذا على قومه من النوبيات والاساميات

والحمديات ! فقال عبد الله بن مصعب : ما تدعون بغيكم علينا وتوثبكم في سلطاننا ؟ فرفع يحيى رأسه إليه ، ولم يكن يكلمه قبل ذلك ، وإنما كان يخاطب الرشيد بجوابه لكلام عبد الله ، فقال له : أتوثبنا في سلطانكم ؟ ومن انتم - اصلحك الله - عرفني

فلست اعرفكم ؟ فرفع الرشيد رأسه إلى السقف يجيله فيه ليستر ما عراه من الضحك ثم غلب عليه الضحك ساعة ، وخجل ابن مصعب . ثم التفت يحيى فقال : يا امير المؤمنين ، ومع هذا فهو الخارج مع أخي على ابيك والقائل له :

إن الحمامة يوم الشعب من دثن * هاجت فؤاد محب دائم الحزن
إنا لنأمل أن ترتد الفتنا * بعد التدابر والبغضاء والاحن

- ص 317 -

حتى يثاب على الإحسان محسننا * ويأمن الخائف المأخوذ بالدمن
وتنقضي دولة أحكام قادتها * فينا كأحكام قوم عابدي وثن

فطالما قد بروا بالجور اعظمنا * برى الصناع قداح النبع بالسفن
قوموا ببيعتكم ننهض بطاعتنا * إن الخلافة فيكم يا بني الحسن

لا عز ركنا نزار عند سطوتها * إن اسلمتك ولا ركنا ذوي يمن
الست اكرمهم عودا إذا انتسبوا * يوما واطهرهم ثوبا من الدرن
وأعظم الناس عند الناس منزلة * وأبعد الناس من عيب ومن وهن


قال : فتغير وجه الرشيد عند استماع هذا الشعر ، فابتدأ ابن مصعب يحلف بالله الذي لا إله إلا هو ، وبأيمان البيعة أن هذا الشعر ليس له وانه لسديف . فقال يحيى : والله يا امير المؤمنين ما قاله غيره ، وما حلفت كاذبا ولا صادقا بالله قبل هذا ،

وإن الله إذا مجده العبد في يمينه بقوله : الرحمن الرحيم ، الطالب الغالب ، استحيى أن يعاقبه ، فدعني احلفه بيمين ما حلف بها احد قط كاذبا إلا عوجل . قال : حلفه . قال : قل : برئت من حول الله وقوته ، واعتصمت بحولي وقوتي ، وتقلدت الحول

والقوة من دون الله ، استكبارا على الله ، واستغناء عنه واستعلاء عليه إن كنت قلت هذا الشعر . فامتنع عبد الله من الحلف بذلك ، فغضب الرشيد وقال للفضل بن الربيع : يا عباسي ماله لا يحلف إن كان صادقا ؟ هذا طيلساني علي ، وهذه ثيابي لو

حلفني انها لي لحلفت . فرفس الفضل بن الربيع عبد الله ابن مصعب برجله وصاح به : إحلف ويحك - وكان له فيه هوى - فحلف باليمين ووجهه متغير وهو يرعد ، فضرب يحيى بين كتفيه ثم قال : يابن مصعب قطعت والله عمرك ، والله لا تفلح

بعدها . فما برح من موضعه حتى اصابه الجذام فتقطع ومات في اليوم الثالث . فحضر الفضل بن الربيع جنازته ، ومشى الناس معه ، فلما جاءوا به إلى القبر ووضعوه في لحده وجعل اللبن فوقه ، انخسف القبر فهوى به حتى غاب عن اعين
 

- ص 318 -

الناس ، فلم يروا قرار القبر وخرجت منه غبرة عظيمة ، فصاح الفضل : التراب التراب فجعل يطرح التراب وهو يهوى ، ودعا بأحمال الشوك فطرحها فهوت ، فأمر حينئذ بالقبر فسقف بخشب واصلحه وانصرف منكسرا . فكان الرشيد بعد ذلك

يقول للفضل : رأيت يا عباسي ، ما اسرع ما اديل ليحيى من ابن مصعب . فحدثني ابن عمارة قال : حدثني الحسن بن العليل العنزي ، قال : حدثني احمد ابن محمد بن سليمان بن عبد الله بن أبي جهم بن حذيفة بن غانم العدوي عن عبد الرحمن ابن عبد

الله بن ابي بكر بن سليمان بن أبي خيثمة ، قال : كنت مع إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي فقال لي اتحب أن اريك الرجل الذي القى عبد الله بن مصعب في رحم امه ؟ قلت : نعم فأرنيه فأومأ إلى إنسان

سندي على حمار ، يكري الحمير بالمدينة ، وقال لي : ما زال مصعب بن أبي ثابت يخرج أم عبد الله بن مصعب من بيت هذا ابدا ، وكانت سندية اسمها تحفة فولدت عبد الله فهو اشبه الناس بوردان ، فنفاه مصعب بن ثابت عن نفسه فلم يزل مدة على

ذلك ، ثم استلاطه بعد ذلك . قال : وقال بعض الشعراء يهجو مصعب بن عبد الله الزبيري وأخاه بكارا ويذكر عبد الله بن مصعب :

تدعى حواري الرسول تكذبا * وأنت لوردان الحمير سليل
ولولا سعايات بآل محمد * لالفى ابوك العبد وهو ذليل

ولكنه باع القليل بدينه * فطال له وسط الجحيم عويل
فنال به مالا وجاها ومنكحا * وذلك خزى في المعاد طويل


ثم نرجع إلى سياقة الخبر في مقتل يحيى بن عبد الله . قالوا : ثم جمع له الرشيد الفقهاء وفيهم : محمد بن الحسن صاحب أبي يوسف القاضي ، والحسن بن زياد اللؤلؤي ، وأبو البختري وهب بن وهب ، فجمعوا في مجلس وخرج إليهم مسرور الكبير بالامان ، فبدأ محمد بن الحسن فنظر فيه
 

- ص 319 -

فقال : هذا أمان مؤكد لا حيلة فيه - وكان يحيى قد عرضه بالمدينة على مالك وابن الدراوردي وغيرهم ، فعرفوه انه مؤكد لا علة فيه . قال : فصاح عليه مسرور وقال : هاته ، فدفعه إلى الحسن بن زياد اللؤلؤي فقال بصوت ضعيف : هو امان .

واستلبه أبوالبختري وهب بن وهب فقال : هذا باطل منتقض ، قد شق عصا الطاعة وسفك الدم فاقتله ودمه في عنقي . فدخل مسرور إلى الرشيد فأخبره فقال له : اذهب فقل له : خرقه إن كان باطلا بيدك ، فجاءه مسرور فقال له ذلك فقال : شقة يا

ابا هاشم . قال له مسرور : بل شقه أنت إن كان منتقضا . فأخذ سكينا وجعل يشقه ويده ترتعد حتى صيره سيورا ، فأدخله مسرور على الرشيد فوثب فأخذه من يده وهو فرح وهو يقول له : يا مبارك يا مبارك ، ووهب لابي البختري ألف ألف

وستمائة الف ، وولاه القضاء ، وصرف الآخرين ، ومنع محمد بن الحسن من الفتيا مدة طويلة ، واجمع على إنفاذ ما أراده في يحيى بن عبد الله .


قال أبو الفرج الاصبهاني : وقد اختلف في مقتله كيف كان: فحدثني جعفر ابن احمد الوراق ، قال: حدثنا أحمد بن يحيى ، قال : حدثنا محمد بن عثمان ، عن الحسن بن علي ، عن عمرو بن حماد عن رجل كان مع يحيى بن عبد الله في المطبق ،

قال : كنت قريبا منه فكان في اضيق البيوت واظلمها ، فبينا نحن ذات ليلة كذلك إذ سمعنا صوت الاقفال وقد مضت من الليلة هجعة، فإذا هارون قد اقبل على برذون له ، ثم وقف وقال : اين هذا ؟ يعني يحيى بن عبد الله بن الحسن . قالوا : في هذا

البيت . قال علي به فأدنى إليه فجعل هارون يكلمه بشئ لم افهمه فقال : خذوه ، فأخذوه فضرب مائة عصا ، ويحيى يناشده الله والرحم والقرابة من رسول الله صلى الله عليه وآله ويقول : بقرابتي منك ، فيقول : ما بيني وبينك قرابة . ثم حمل فرد إلى موضعه فقال : كم اجريتم عليه ؟ قالوا : اربعة ارغفة
 

- ص 320 -

وثمانية أرطال ماء . قال : اجعلوه على النصف . ثم خرج ومكثنا ليالي ثم سمعنا وقعا فإذا نحن به حتى دخل فوقف موقفه فقال : علي به فأخرج ففعل به مثل فعله ذلك ، وضربه مائة عصا اخرى ، ويحيى يناشده الله ، فقال كم اجريتم عليه ؟ قالوا :

رغفين واربعة ارطال ماء . قال اجعلوه على النصف . ثم خرج وعاد الثالثة ، وقد مرض يحيى بن عبد الله وثقل ، فلما دخل قال : علي به ، قالوا : هو عليل مدنف لما به. قال : كم اجريتم عليه ؟ قالوا : رغيفا ورطلين ماء قال : فجعلوه على النصف.

ثم خرج فلم يلبث يحيى بن عبد الله أن مات ، فأخرج إلى الناس ، ودفن رضى الله عنه وارضاه . وقال ابن عمار في روايته عن إبراهيم بن رياح . إنه بني عليه اسطوانة بالرافقة وهو حي . وقال ابن عمار في خبره عن علي بن محمد بن سليمان : إنه

دس إليه في الليل من خنقه حتى تلف . قال : وبلغني أنه سقاه سما . وقال علي بن إبراهيم ، بن بنان الخثعمي ، عن محمد بن أبي الخنساء : أنه اجاع السباع ثم القاه إليها فأكلته .


فحدثني احمد بن سعيد ، قال : حدثنا يحيى بن الحسن قال : حدثني موسى بن عبد الله عن ابيه ، ومحمد بن عبيدالله البكري ، عن سلمة بن عبد الله بن عبد الرحمن المخزومي ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن حفص العمري قال : دعينا

لمناظرة يحيى بن عبد الله بن الحسن بحضرة الرشيد ، فجعل يقول له : اتق الله وعرفني اصحابك السبعين لئلا ينتقض أمانك . واقبل علينا فقال : إن هذا لم يسم اصحابه ، فكلما اردت اخذ إنسان بلغني عنه شئ اكرهه ، ذكر انه ممن أمنت . فقال يحيى : يا امير المؤمنين . انا رجل من السبعين فما الذي نفعني
 

- ص 321 -

من الامان ، أفتريد ان ادفع اليك قوما تقتلهم معي ، لا يحل لي هذا. قال : ثم خرجنا ذلك اليوم ، ودعانا له يوما آخر ، فرأيته اصفر الوجه متغيرا ، فجعل الرشيد يكلمه فلا يجيبه ، فقال : ألا ترون إليه لا يجيبني ، فأخرج الينا لسانه ، وقد صار اسود

مثل الفحمة يرينا انه لا يقدر على الكلام فتغيظ الرشيد وقال : إنه يريكم أني سقيته السم ، ووالله لو رأيت عليه القتل لضربت عنقه صبرا . قال : ثم خرجنا من عنده فما وصلنا في وسط الدار حتى سقط على وجهه لا حراك به .


حدثني احمد بن سعيد ، قال : حدثني يحيى بن الحسن ، قال : كان إدريس ابن محمد بن يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ، يقول : قتل جدي بالجوع والعطش في الحبس . واما حرمي بن ابي العلاء ، فحدثنا عن الزبير بن بكار ، عن عمه : ان يحيى لما اخذ من الرشيد المائتي الف دينار قضى بها دين الحسين صاحب فخ ، وكان الحسين خلف مائتي الف دينار دينا .
 

- ص 322 -

* ( تسمية من خرج مع يحيى بن عبد الله ) *


ابن الحسن من أهل العلم والحديث حدثني علي بن إبراهيم العلوي ، حدثنا جعفر بن محمد الفزاري : أن يحيى ابن مساور كان ممن خرج مع يحيى بن عبد الله . حدثني علي بن العباس ، قال : حدثنا علي بن احمد الباني ، قال : سمعت عامر ابن كثير

السراج يحدث محمد بن إبراهيم انه خرج مع يحيى بن عبد الله بن الحسن. حدثني أبو عبيد محمد بن أحمد المؤمل الصيرفي ، قال سمعت محمد بن علي بن خلف العطار يقول : خرج سهل بن عامر البجلي مع يحيى بن عبد الله . كتب إلى علي بن

العباس المقانعي ، قال : حدثنا عباد بن يعقوب ، قال : أعطى يحيى بن عبد الله يحيى بن مساور من المال الذي اعطاه هارون ثلاثة بدور ، فلما كان بعد ذلك قال يحيى : احتل لي في الفي درهم قرضا ، فقال له : ابعث برسول ومعه بغل ، فوجه إلى

يحيى بالثلاث بدور فقال له ما هذا ؟ قال : هذا الذي كنت اعطيتني ، علمت انك ستحتاج إليه ، قال له : خذ بعضه ، فقال لا والله ما كان الله ليراني آكل على حبكم درهما ابدا . حدثني علي بن إبراهيم العلوي ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم ، قال :

قال محمد بن يحيى ، عن محمد بن عثمان ، عن الحسن بن علي ، عن علي بن هاشم بن البريد : أن هارون اخذه ، وعبد ربه بن علقمة ، ومخول بن إبراهيم النهدي وكانوا من اصحاب يحيى بن عبد الله ، فحبسهم جميعا في المطبق ، فمكثوا فيه اثنتي عشرة سنة .
 

- ص 323 -

حدثني محمد بن الحسين الاشناني ، قال : حدثنا يحيى بن محمد بن مخول بن إبراهيم ، قال : كنت أغمز ساق جدي فقلت له : يا ابي الكبير ما ادق ساقيك ! فقال : دققتها يا يحيى قيود هارون في المطبق .


حدثنا محمد بن الحسين ، قال حدثنا احمد بن حازم الغفاري ، قال : حدثني مخول ، قال : حبست أنا ، وعبد ربه بن علقمة في المطبق ، فمكثنا فيه بضع عشرة سنة . قال : ثم دعاني هارون الرشيد ، فمروا بي على عبد ربه بن علقمة ، فصاح بي

يا مخول ، احذر ان تلقى الله ورسوله صلى الله عليه وآله وقد شركت في دم ولده ، أو دللتهم على اثر يتعلقون به عليه ، وإذا مر بك هول من عقوباتهم فاذكر عذاب الله وعقابه يوم القيامة والموت ! فإنه يسهل عليك . فوالله لقد صير قلبي مثل زبرة

حديد . وادخلت على هارون فدعا بالسيف والنطع فقال : والله لتدلني على اصحاب يحيى أو لاقطعنك قطعا . فقلت يا امير المؤمنين ، انا رجل سوقة ضعيف ، محبوس منذ اربع سنين ، من اين اعرف مواضع اصحاب يحيى وقد تفرقوا في البلاد

خوفا منك ؟ فأراد قتلي ، فقالو له : قد صدق فيما ذكر ، من اين يعرف مواضع قوم هراب ؟ فردني إلى محبسي ، فمكثت فيه بضع عشرة سنة . ومما رثى به يحيى بن عبد الله بن الحسن ، انشدنيه علي بن إبراهيم العلوي :

يا بقعة مات بها سيد * ما مثله في الارض من سيد
مات الهدى من بعده والندى * وسمي الموت به معتدى

فكم حيا حزت من وجهه * وكم ندى يحيى بن المجتدى
لا زلت غيث الله يا قبره * عليك منه رائح مغتدي

كان لنا غيثا به نرتوي * وكان كالنجم به نهتدي
فإن رمانا الدهر عن قوسه * وخاننا في منتهى السؤدد

فعن قريب نبتغي ثاره * بالحسنى الثائر المهتدي
إن ابن عبد الله يحيى ثوى * والمجد والسؤدد في ملحد
 

- ص 324 -

* ( ادريس بن عبد الله ) *

وإدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام وأمه عاتكة بنت عبد الملك بن الحرث الشاعر بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي .

وفي خالد بن العاص يقول الشاعر :

لعمرك إن المجد ما عاش خالد * على الغمر من ذي كندة لمقيم

 يعني غمر ذي كندة وهو موضع كان ينزله .

وقد ذكره عمر بن ابي ربيعة في شعره فقال :

إذا سلكت غمر ذي كندة * مع الصبح قصدا لها الفرقد
يمر بك العصران يوم وليلة * فما احدثا إلا وأنت كريم
وتندى البطاح البيض من جود خالد * وتخصب حتى نبتهن عميم
 

حدثني بخبره احمد بن عبيدالله بن عمار ، قال : حدثني علي بن محمد بن سليمان النوفلي ، قال : حدثني أبي وغيره من أهلي ، وحدثني به أيضا علي بن إبراهيم العلوي ، قال : كتب إلي محمد بن موسى يخبرني عن محمد بن يوسف عن عبد الله بن

عبد الرحيم بن عيسى : أن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن افلت من وقعة فخ ومعه مولى يقال له راشد فخرج به في جملة حاج مصر وإفريقية وكان إدريس يخدمه ويأتمر له حتى أقدمه مصر فنزلها ليلا فجلس على باب رجل من موالي بني العباس فسمع كلامهما وعرف الحجازية فيهما فقال اظنكما عربيين .

 

 

 

مكتبة الشبكة

الصفحة التالية

الصفحة السابقة

فهرس الكتاب