* ( علي بن الحسن بن الحسن ) *
وعلي بن الحسن بن الحسن ويكنى أبا الحسن . وكان يقال له علي
الخير ، وعلي الاغر ، وعلي العابد وكان يقال له ولزوجته زينب بنت عبد الله بن
الحسن : الزوج الصالح فيما ذكر لنا حرمي ابن العلاء عن زبير بن بكار عن عبد
الله بن الحسن . وأمه أم عبد الله بنت عامر بن عبد الله بن بشر بن عامر بن
ملاعب الاسنة ابن مالك بن جعفر بن كلاب .
أخبرني عمر بن عبد الله قال : حدثنا عمر بن شبة
قال : حدثني عبد الجبار ابن سعيد المساحقي عن أبيه قال : أقطع أبو العباس الحسن
بن الحسن بن الحسن عين مروان بذي خشب وكان ربما أرسل إليها ابنه عليا يطلعها
فيذهب معه بإدوات من ماء فيشرب منها ولا يشرب من عين مروان .
حدثني عمي الحسن بن محمد قال : حدثني ميمون بن
هارون. قال : حدثني أبو حذافة السهمي قال : حدثني مولى لآل طلحة : أنه رأى علي
ابن الحسن قائما يصلي في طريق مكة، فدخلت أفعى في ثيابه من تحت ذيله ، حتى خرجت
من زيقته ، فصاح
به الناس : الافعى في ثيابك ، وهو مقبل على صلاته ، ثم انسابت
فمرت فما قطع صلاته ، ولا تحرك ، ولا رؤى أثر ذلك في وجهه .
أخبرني عمر بن عبد الله العتكي قال : حدثنا عمر
بن شبة قال : حدثني عبد الملك ابن شيبان قال : حدثتني مذهبة ، قالت : كانت زينب
بنت عبد الله تندب أباها واهلها حين حملوا تقول : واعبرتاه من الحديد والعناء
والمحامل المعراة .
أخبرنا عمر بن عبد الله قال : حدثنا عمر بن شبة قال : حدثني
عيسى بن عبد الله قال : حدثني أبي قال : كان رياح إذا صلى الصبح أرسل إلي وإلى
قدامة ابن موسى فيحدثنا ساعة وإنا لعنده يوما فلما أسفرنا إذا برجل متلفف في
ساج له فقال له رياح :
مرحبا بك واهلا ما حاجتك ؟ قال : جئت لتحبسني مع قومي . فإذا
هو علي بن الحسن . فقال له رياح : أما والله ليعرفنها لك امير المؤمنين . ثم
حبسه معهم .
أخبرني أحمد بن سعيد قال : حدثنا يحيى بن الحسين
قال : حدثنا غسان بن عبد الحميد عن أبيه عن موسى بن عبد الله واخبرني عمر بن
عبد الله قال : حدثنا عمر بن شبة قال : حدثنا محمد بن إسماعيل قال : سمعت جدي
موسى بن عبد الله يقول : حبسنا في المطبق فما كنا نعرف اوقات الصلوات إلا
بأجزاء يقرؤها علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن .
أخبرني احمد بن سعيد قال : حدثنا يحيى بن الحسن
قال : حدثنا موسى ابن عبد الله بن موسى قال : توفى علي بن الحسن وهو ساجد في
حبس ابي جعفر فقال عبد الله . أيقظوا ابن اخي فأني اراه قد نام في سجوده . قال
. فحركوه فإذا هو قد فارق الدنيا . فقال . رضى الله عنك إن علمي فيك أنك تخاف
هذا المصرع .
أخبرني عمر بن عبد الله قال . حدثنا عمر بن شبة ،
قال . حدثنا إبراهيم بن خالد بن اخت سعيد بن عامر عن سعيد بن عامر عن جويرية بن
اسماء وهو خال أمه قال . لما حمل بنو الحسن إلى ابي جعفر اتى بأقياد يقيدون بها
وعلي بن الحسن قائم
يصلي وكان في الاقياد قيد ثقيل فجعل كلما قرب إلى رجل تفادى
منه واستعفى قال . فانفتل علي من صلاته فقال لشد ما جزعتم شرعه هذا ثم مد رجليه
فقيد به .
أخبرني عمر بن عبد الله قال . حدثنا عمر بن شبة
قال . حدثني محمد بن أبي حرب . قال . حدثني يحيى بن يزيد بن حميد قال . أخبرني
سليمان بن داود بن الحسن
والحسن بن جعفر قالا . لما حبسنا كان معنا علي بن الحسن وكانت
حلق اقيادنا قد اتسعت فكنا إذا أردنا صلاة أو نوما جعلناها عنا فإذا خفنا دخول
الحراس اعدناها وكان علي بن الحسن لا يفعل فقال له عمه : يا بني ما يمنعك أن
تفعل ؟ قال : لا والله لا أخلعه ابدا حتى اجتمع أنا وابو جعفر عند الله فيسأله
لم قيدني به .
حدثني علي بن إبراهيم بن محمد بن الحسن بن محمد
بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب قال : حدثني سليمان
بن العطوس قال حدثنا محمد بن عمران بن ابى ليلى قال : حدثنا عبد ربه - يعني ابن
علقمة - عن يحيى بن
عبد الله عن الذي افلت من الثمانية قال : لما ادخلنا الحبس
قال علي بن الحسن : اللهم إن كان هذا من سخط منك علينا فاشدد حتى ترضى . فقال
عبد الله بن الحسن ما هذا يرحمك الله ؟ ثم حدثنا عبد الله عن فاطمة الصغرى عن
أبيها عن جدتها فاطمة
بنت رسول الله صلى الله عليه وآله قالت : قال لي رسول الله -
صلى الله عليه وآله - : " يدفن من ولدي سبعة بشاطئ الفرات لم يسبقهم الاولون
ولا يدركهم الآخرون " فقلت : نحن ثمانية . قال . هكذا سمعت . قال . فلما فتحوا
الباب وجدوهم موتى واصابوني وبي رمق وسقوني ماء ، وأخرجوني فعشت .
حدثني علي بن إبراهيم قال . حدثنا محمد بن علي
الحسني قال . حدثنا الحسن عن محمد - يعني ابن عبد الواحد - قال . حدثنا حسن بن
نصر قال . حدثنا خالد ابن عيسى عن حصين بن مخارق عن الحسن بن محمد بن عبد الله
بن الحسن . واخبرنا علي
بن العباس البجلي قال . حدثنا الحسين بن نصر قال . حبسهم أبو
جعفر في محبس ستين ليلة ما يدورن بالليل ولا بالنهار ولا يعرفون وقت الصلاة إلا
بتسبيح علي بن الحسن .
قال . فضجر عبد الله ضجرة فقال . يا علي ألا ترى ما نحن فيه
من البلاء ؟ ألا تطلب إلى ربك عزوجل ان يخرجنا من هذا الضيق والبلاء ؟ قال .
فسكت عنه طويلا ثم قال . يا عم إن لنا في الجنة درجة لم نكن لنبلغها إلا بهذه
البلية أو بما هو اعظم
منها ، وإن لابي جعفر في النار موضعا لم يكن ليبلغه حتى يبلغ
منا مثل هذه البلية أو اعظم منها فان تشأ ان تصبر فما اوشك فيما اصبنا ان نموت
فنستريح من هذا الغم كأن لم يكن منه شئ وإن تشأ ان ندعو ربنا عز وجل ان يخرجك
من هذا الغم
ويقصر بأبي جعفر غايته التي له في النار فعلنا . قال لا ، بل
اصبر . فما مكثوا إلا ثلاثا حتى قبضهم الله إليه . وتوفى علي بن الحسن وهو ابن
خمس واربعين سنة لسبع بقين من المحرم سنة ست واربعين ومائة .