- مقاتل الطالبيين- ابو الفرج الاصفهاني ص 206 : - |
* ( عبد الله بن الاشتر ) *
وعبد الله بن الاشتر بن محمد بن عبد الله ابن الحسن بن الحسن
بن علي بن أبي طالب وأمه أم سلمة بنت محمد بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي
طالب . كان عبد الله بن محمد بن مسعدة المعلم أخرجه بعد قتل أبيه إلى بلد الهند
( 1 )
|
هامش |
|
|
( 1 ) ما هنا يخالف ما في الطبري فقد جاء فيه " لما خرج محمد بن عبد
الله بالمدينة وإبراهيم بالبصرة وجه محمد بن عبد الله ابنه عبد الله بن
محمد الذي يقال له الاشتر في نفر من الزيدية إلى البصرة وأمرهم ان
يشتروا مهارة خيل عتاق بها ويمضوا بها معهم إلى السند ليكون
سببا له إلى الوصول إلى عمر بن حفص وإنما فعل ذلك به لانه كان فيمن
بايعه من قواد أبي جعفر وكان له ميل إلى آل أبي طالب فقدموا البصرة على
إبراهيم بن عبد الله فاشتروا منها مهارة وليس في بلاد السند والهنذ شئ
أنفق من الخيل العتاق ومضوا في البحر حتى صاروا
إلى السند ثم صاروا إلى عمر بن حفص فقالوا : نحن قوم نخاسون ومعنا خيل
عتاق فأمرهم ان يعرضوا خيلهم فعرضوا عليه فلما صاروا إليه قال له بعضهم
: أدنني منك أذكر لك شيئا ، فأدناه منه وقال له : إنا قد جئناك بما هو
خير لك من الخيل وما لك فيه خير الدنيا والآخرة.
فأعطنا الامان على خلتين : إما أنك قبلت ما أتيناك به وإما سترت وأمسكت
عن أذانا حتى نخرج من بلادك راجعين فأعطاهم الامان فقالوا : ما للخيل
أتيناك ولكن هذا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن محمد بن
عبد الله ابن حسن بن حسن أرسله ابوه إليك وقد خرج
بالمدينة ودعا لنفسه بالخلافة وخرج أخوه إبراهيم بالبصرة وغلب عليها .
فقال : بالرحب والسعة ، ثم بايعهم له وأمر به فتوارى عنده ودعا أهل
بيته وقواده وكبراء أهل البلد للبيعة ، فأجابوه فقطع
=> |
|
|
فقتل بها ، ووجه برأسه إلى أبي جعفر المنصور . ثم قدم بابنه
محمد بن عبد الله بن محمد بعد ذلك وهو صغير على موسى بن عبد الله بن الحسن .
وابن مسعدة هذا كان مؤدبا لولد عبد الله بن الحسن . وفيه يقول إبراهيم ابن عبد
الله بن الحسن على سبيل التهكم به :
زعم ابن مسعدة المعلم أنه * سبق
الرجال براعة وبيانا
وهو الملقن للحمامة شجوها * وهو الملحن بعدها الغربانا
وكان ابن مسعدة سمع غرابا ينعق فقال له : أتلحن ويحك يا غراب ؟ تقول : غاق غاق
. قيل : فكيف يقول ؟ قال : يقول : غاق غاق .
أخبرني عمر بن عبد الله العتكي ، قال : حدثنا عمر
بن شبة ، قال : حدثني عيسى بن عبد الله بن مسعدة قال : لما قتل محمد خرجنا
بابنه الاشتر عبد الله بن محمد فأتينا الكوفة ثم انحدرنا إلى البصرة ثم خرجنا
إلى السند فلما كان بيننا وبينها أيام نزلنا خانا فكتب فيه :
منخرق الخفين يشكو الوجى * تنكبه
أطراف مرو حداد
شرده الخوف فأزرى به * كذاك من يكره حر الجلاد
|
هامش |
|
|
=>
الاعلام البيض ، والاقبية والقلانس البيض وهيأ لبسته من البياض يصعد
فيها إلى المنبر وتهيأ لذلك يوم خميس ، فلما كانوا يوم الاربعاء
إذا حراقة قد وافت من البصرة فيها رسول لخليدة بنت المعارك امرأة عمر
بن حفص بكتاب إليه تخبره بقتل محمد بن عبد الله
فدخل على عبد الله فأخبره الخبر وعزاه . . . ثم قال له هاهنا ملك من
ملوك السند عظيم المملكة وهو على شركه أشد الناس تعظيما لرسول الله وهو
رجل وفي فأرسل إليه فأعقد بينك وبينه عقدا وأوجهك إليه تكون عنده فلست
ترام معه ، قال افعل ما شئت ففعل ذلك ، فصار إليه
فأظهر إكرامه وبره برا كثيرا وتسللت إليه الزيدية حتى صار إليه منهم
أربعمائة إنسان فكان يركب فيهم فيصيد ويتنزه في هيئة الملوك وآلاتهم .
. . إلخ " ( * )
|
|
|
قد كان في الموت له راحة * والموت حتم في رقاب
العباد
وكتب اسمه تحتها . ثم دخلنا المنصورة فلم نجد شيئا ،
فدخلنا قندهار، فأحللته قلعة لا يرومها رائم ولا يطير بها طائر. وكان والله
أفرس من رأيت من عباد الله ما إخال الرمح في يده إلا قلما فنزلنا بين ظهراني
قوم يتخلقون بأخلاق الجاهلية ، يطرد
أحدهم الارنب فتضيف قصر صاحبه ، فيمنعها ويقول : أتطلب جاري.
قال : فخرجت لبعض حاجتي وخلفني بعض تجار أهل العراق ، فقالوا له : قد بايع لك
أهل المنصورة ، فلم يزالوا به حتى صار إليها . فحدثت ان رجلا جاء إلى أبي جعفر
فقال له
: مررت بأرض السند فوجدت كتابا في قلعة من قلاعها فيه كذا
وكذا . فقال له : هو هو . ثم دعا هشام بن عمرو بن بسطام التغلبي ، فقال : اعلم
ان الاشتر بأرض السند . وقد وليتك عليها ، فانظر ما أنت صانع . فشخص هشام إلى
السند . فقتله وبعث برأسه إلى أبي جعفر . ( 1 )
|
هامش |
|
|
( 1 ) في الطبري " فلما قتل محمد وإبراهيم انتهى خبر عبد الله الاشتر
إلى المنصور فبلغ ذلك منه . . . وكتب إلى عمر بن حفص بولايته على
إفريقية وولى على السند هشام بن عمرو التغلبي وأمره ان يكاتب ذلك الملك
فان أطاعه وسلم إليه عبد الله بن محمد وإلا حاربه ولما
صار هشام إلى السند كره أخذ عبد الله وأقبل يرى الناس انه يكاتب الملك
ويرفق به فاتصلت الاخبار بأبي جعفر بذلك فجعل يكتب إليه يستحثه فبينا
هو كذلك إذ خرجت خارجة ببعض بلاد السند فوجه إليهم أخاه سفنجا فخرج يجر
الجيش وطريقه بجنبات ذلك الملك فبينا هو يسير
إذا هو برهج قد ارتفع من موكب فظن انه مقدمة للعدو الذي يقصده فوجه
طلائعه فرجعت فقالت : ليس هذا عدوك الذي تريد ، ولكن هذا عبد الله بن
محمد الاشتر العلوي ركب متنزها يسير على شاطئ مهران فمضى يريده فقال له
نصاحه : هذا ابن رسول الله ، وقد علمت ان أخاك
نركه متعمدا مخافة ان يبوء بدمه ولم يقصدك وإنما خرج متنزها وخرجت تريد
غيره ، فأعرض عنه فقال : ما كنت لادع أحدا
=>
|
|
|
قال عيسى : فرأيت رأسه قد بعث به أبو جعفر إلى
المدينة ، وعليها الحسن ابن زيد فجعلت الخطباء تخطب ، وتذكر المنصور وتثني عليه
، والحسن بن زيد على المنبر ورأس الاشتر بين يديه وكان في خطبة شبيب بن شيبة يا
أهل المدينة : ما مثلكم ومثل أمير المؤمنين إلا كما قال الفرزدق :
ما ضر تغلب
وائل أهجوتها * أم بلت حيث تناطح البحران
فتكلم الحسن بن زيد فحض على الطاعة
وقال : ما زال الله يكفى أمير المؤمنين من بغاه ، وناواه وعاداه وعدل عن طاعته
. وابتغى سبيلا غير سبيله .
أخبرني عمر بن عبد الله قال : حدثنا أبو زيد قال
: حدثنا عيسى بن عبد الله قال : حدثني من أثق به عن ابن مسعدة : أن الاشتر
وأصحابه أغذوا السير ثم نزلوا فناموا ، فبقيت خيلهم في زرع للرهط فخرجوا إليهم
فقتلوهم بالخشب ، فبعث هشام فأخذ
رؤوسهم فبعث بها إلى أبي جعفر قال عيسى : قال ابن مسعدة : ولم
نزل في تلك القلعة أنا ومحمد بن ابن عبد الله بن محمد حتى توفى أبو جعفر ، وقام
المهدي فقدمت به وبأمه إلى المدينة .
|
هامش |
|
|
=>
يحوزه ولا أدع أحدا يحظى بالتقرب إلى المنصور بأخذه وقتله وكان في عشرة
فقصد قصده ودمر أصحابه فحمل عليه فقاتله عبد الله وقاتل أصحابه بين
يديه حتى قتل وقتلوا جميعا فلم يفلت منهم مخبر وسقط بين القتلى فلم
يشعر به وقيل إن أصحابه قذفوه في مهران لما قتل
لئلا يؤخذ رأسه فكتب هشام ابن عمرو بذلك كتاب فتح إلى المنصور يخبره
انه قصده قصدا ، فكتب إليه المنصور يحمد أمره ويأمره بمحاربة الملك
الذي آواه وذلك ان عبد الله كان اتخذ جواري وهو بحضرة ذلك الملك فأولد
منهن واحدة محمد بن عبد الله وهو أبو الحسن
محمد العلوي الذي يقال له ابن الاشتر فحاربه حتى ظفر به وقتله ووجه بأم
ولد عبد الله وابنه إلى المنصور فكتب المنصور إلى واليه بالمدينة يخبره
بصحة نسب الغلام وبعث به إليه وأمره ان يجمع آل ابي طالب وان يقرأ
عليهم كتابه بصحة نسب الغلام ويسلمه إلى أقربائه "
|
|
|
|